مشاري الوسمي

حين يشتد بنا الحنين نفقد التركيز في خُطانا، فنعبر الطرق مرارًا وتكرارًا ونحن نجهل السبب، بل أحيانًا نتوقف لنتساءل هل بالفعل مررنا من هنا ؟.

مشتتين نبحث عن ضالتنا ، قبلتنا و مركز كوننا !!. وإني أجد قبلتي بقبلة على جبينها ، مركزي و وجودي بين ذراعيها، تلك فاتنتي و فتنتي ، علامة رشدي واستقامتي، وحدها القادرة على جمع شتاتي ، و انتشالي من قاع الهزيمة ومحراب الوحدة ، فلها في أعضائي سيطرة و وجود كالدماغ في أجساد البشر .

وإن انفرج ثغرها عن بسمةٍ؛ أشرقت شمسي و تبدد خوفي ، و أضاءت طريقي و ازدهر ربيعي، فتلك نظرات الرضى والعشق المباح سهامًا توغل في صدري فتداويه . نزفي لها وسامًا أضعهُ على رأسي بين نساء الدنيا معلن أن لا أحد يستحق الغرام و الوجد إلا حبيبتي .

تلك التي باتت بين القلب والضلوع ، تتوسد شراييني وتلتحف بدمائي ، تسكنني فتسكن روحي وتعانق روحها، معها تتوقف أرضي عن الدوران ، تشل عقارب الساعة و تتلاشى قيمة الأيام ، فمن بعدها يستحق الاصغاء ويجذبني لِأطيل معه البقاء ؟.

وإن أنصفتني لغتي وجادت عليَّ بمفرداتها الماسية ، وقسمت بيني وبين الناس الخطاب ، فلن أجيد وصفها، فهيَ كعاصفة مخملية الصوت حملت في ثناياها النار والمطر ، احتضنت من أحبت وجادت عليه بالخيرات ، وقصمت ظهر من كرهت وانهالت عليه بالويلات ،
ولكني رغم هذا أجد في قربها وأن طال ، شوقًا يذيب أوصالي و يحرق القلب المتيم بها ، نعيمها وإن كثر فهو قليل؛ فكيف يرتوي الظمآن من ماء البحر؟ ، ويكتفي المبصر من نعمة البصر ؟.

تلك إرادة الله وقدرته في حياتي وإنا لله طائعون راجعون، فأنا سأبقى رغم أنفاسي ميتٌ بها.

*دمتم على قيد العشق ، وأنفاس من تحبون بخير.*