مريم إبراهيم (أم حوُر

في يوُم الاربعاء
تشير الساعة الى ١١ صباحاً ..

حددتُ موعداً لزيارة احدى المكتبات في الحي المجاور ، استعدت لهذه الزيارة كثيراً :
لان ساأقرأ مجموعة من الكُتب رأيتها في موقع اكتروُني لمؤلف، وكنتُ متحمس لقراءتها
وبينما أنا أسير مشياً على الاقدام حامل حقيبتي وأنا في الطريق رأيتُ عجوزاً يجمع أوراقاً سقطت منه ،أقتربت إلية وقمتُ بمساعدته بجمع الوُرق المتبقي ، خطر في باليِ سؤالاً ، ياعم الئ اينَ انتَ تريد ؟؟!
رد بصوت رجل شاحب صوُت جمال الزمن الجميل القديم من السبعينات تقريباً،
رد قائلاً : الئ مكتبة قريبة من هنا في كل مرة اقوُم بزيارتها ،قلت له :وأنا ايضاً اريد الذهاب هُناك ،قال : حسناً نذهب سوياً ،وفي الطريق،سألني ، ماذا تريد من المكتبة ؟
قلت له :اني رايت كتباً في الانترنت أريد قراءتها ،رن هاتف العجوُز ثم همس لي مؤشراً بيده التي فيها تجاعيد الدهر قائلاً لحظة !
الو ،عليكم السلام ،الحمدلله ، سآتي حالاً .
اغلق الهاتف ، وأعطاني الاوراق وقال اني ذاهب ،لقد حصل ضرف طارى وساذهب، وركب سيارة أجره وذهب ،وأنا اكملتُ طريقي نحوُ المكتبة ،
فكرتُ كثيراً أن الاوراق بحوزتي ،ماذا افعل بها؟
أطلع عليها ،ربما بها أسرار تخصه ، او أنها لشخص ما يريد اعطاءه ،وصلت المكتبة : أنا في الدور العلوي من المكتبة ، أبحث عن الكُتب التي أريد شراءها ، وجدتُ الكُتب وأشتريتها ، وعند انتهائي تذكرت : أنه مازالت أوراق العجوز معي ، كيف أصل اليه ؟ وكيف أقوُم بإرجعاعها له ؟
فكرت تكراراً ،وخطرت لي فكره : بأن اقوم بإعطاء أمين المكتبة الئ حين يأتي صاحبها ،
وافق واخذ الاوراق ، واخذت طريق العوده الى البيت،،
في المساء :
الساعه تشير الى ٩:٣٠
امسكتُ الكتب الجديده وقمتُ بقراءة بعض الصفحات بها ،الى أن جاء وقتُ النوم وغمرني ،وبعد أيام قررت أزور أمين المكتبة لأتأكد ، هل العجوُز أتئ لأوراقه؟ ،لكنه قال لي :إنه لم يأتي بعد، وقال لي :لاتخف سوفَ أقوم بالإتصال به وأطمن عليه ،سألته :هل تعرف صاحب الاوراق ؟ قال نعم أعرفة ورأيت توقيعة في الاوراق التي كانت في حوزتك جاء ليطبعها ، إنه كاتب كبير ولديه كتب كثيرة عندنا نقوُم ببيعها ،فرحتُ كثيراً وقلتُ في نفسي سوف تأتي الايام وأجلس معه وأتعلم كيف أكتب ؟وكيف أقوُم بتأليف كتاب ؟
وعند الاتصال :رأيت الحُزن يخيم ع وجه أمين المكتبة ،ويقوُل عظم الله أجركم إنا لله وإنا إلية راجعوُن .
أغلق الهاتف: سألته ؛ من مات؟
قال لي انه صاحب الاوراق: احسستُ بطعنة خالطت صدري ،وذهبتُ الى البيت حزيناً ،وكأن هذا العجوُز قد عاش معي أياماً طويلة ،ليستْ لحظات فقط، وبعد أيام من الصدمة رجعتُ لقراءة الكتب ، ودائماً الكتب التي أنغمس فيها تكوُن للمؤلف :(صلاح الصالح) ،
في اليوم الذي ذهبتُ فيه لأسأل عن العجوز والاوراق وعند سؤالي لأمين المكتبة ماهو اسمة؟قال (صلاح الصالح) .
نعم إنه العجوُز الذي التقيته لحظات بسيطة ،كنت أعيش معه منذ فترة طويلة عبر كتبة وأوراقة التي ألفها ،كنت أستمتع بقلمة ،كنا نتسامر سوياً ،كنا نتحدث عبر حروُفه معاً .

بقلم الكاتبة : أ/ مريم إبراهيم (أم حوُر)