زرعه حريصي

لوهلة من الوهلات تشعر بقوة هذا الفايروس تستفزك وتخرجك عن صمتك لتقف عند غرابته وجبروته بعد الله سبحانه وتعالى .

اليوم وأنا أقف أشاهد الأنظمة واللوائح الجديدة التي سنتها المملكة ومعظم دول العالم للوقاية والحماية من هذا الفايروس الفظيع ، أشعر بأن العالم فجأة يعود إلى بداياته و إلى بساطته ؛ فقد التمت العائلة مرة أخرى بعد سنين من الفراق ، وقد مكث الناس في منازلهم وتفقدوا أحوال أبنائهم وذويهم واجتمعوا على المائدة من جديد ، واقتصرت الزيارات على المقربين فقط لتلافي العدوى ، وعادت الحياة إلى بساطتها كسابق عهدها قبل عشرات السنين ، وكأن هذا الوباء له جانب آخر مشرق يعيد الأمور إلى نصابها بعد أن عثت بها عولمة الفساد ، وأعادت التحضر الرجعي الخاطئ إلى أدراجه فعادت لنا بعض من ملامح الزمن الجميل .

كورونا استفز العالم بقوته وسرعته في الانتشار ، فزرع في قلوبهم الخوف والهلع على الرغم من أنه فايروس لا يرى بالعين المجردة إلا أنه أرعب عظماء الأرض أجمع.

واجتمع البشر على محاربته دون جدوى لحد الآن ، فالله لم يأذن له بعد بالانصراف؛ فهو من أرسله وهو من سيزيحه من طريق الأمة أجمعين .

أعزائي دائما هناك حكمة خلف كل شيء ، وهناك غاية من كل شيء، فرُبّ ضارة نافعة، وربما (كورونا ) ذلك الوحش الذي كشر عن أنيابه وأفزع الجميع له وجه آخر مشرق لم نكتشفه إلى الآن .

قال الله تعالى في سورة الفتح: (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا )(7)