أجرت الحوار_حوراء رضي
الإنسان الذي يؤمن بأحلامه ، يعيش حياة عامودية، ينمو بعمق، ويزرع بذورًا حوله ويسقيها بأيمانه، هذا مانستشفه من السيرة العطرة، التي سطرتها “الأستاذة كفاح” ، من خلال حمل رسالة نشأة الطفل الفكرية والروحية منذ أكثر من عشرين عاما، قادت من خلالها حركة نوعية في الاهتمام بفكر الطفل، حتى بات اسمها عنوانًا في المحافل العربية للطفل.
صحيفة” سعودبوست ” تجري هذا الحوار مع أخصائية الإرشاد النفسي “كفاح بو علي” ، أهلًا وسهلًا بكِ.
1/ في البداية عرفيني على نفسك ؟
كفاح بوعلي
بنت ..أخت..زوجة.. أم
2/ بين كفاح وكفاح الحياة ما الحافز الذي يزيد عطاءك اشتعالا؟
العطاء نفسه ، حيث أنه يمنحني طاقة لإعطاء المزيد .
س3 / كمتخصصة في الإرشاد النفسي، كيف ساعدك هذا العلم للاقتراب من مداخل تفكير الطفل وسلوكه؟
العلوم بشكل عام تساعدنا كثيرا في فهم ما يجري حولنا ، ومنها علم النفس ؛فهو يساعدنا في معرفة و فهم خصائص المراحل العمرية و بالتالي يسهل علينا استخدام الأساليب و الطرق الأكثر تناسبا مع كل مرحلة، كما يساعدنا في فهم السلوك وتوقعه حتى قبل حدوثه ؛ فتخصصي في الإرشاد النفسي ساعدني كثيرًا في قراءة احتياجات واهتمامات الطفل ، وبالتالي أتاح لي الفرصة في تفهّم ما يصدر عنه من تعابير و ردود أفعال و استجابات .
س4/ بين الطفل وعلم النفس كيف تكونت ملامح رسالتك في الحياة؟
منذ أن أصبحت أمًّا و أنا أعتني بشؤون الطفولة وأبحث كثيرًا فيما يخصّ التنشئة و التربية، و في ذات الوقت كان لدي شغف بعلم النفس منذ طفولتي، فقد كنت أقرأ كل ما يسقط بين يدي من مواضيع ذات علاقة بعلم النفس و كان حلمي أن أتخصص في هذا المجال ، مرت الأيام و شاءت الأقدار أن أجمع بين شغف الطفولة والطفولة ذاتها ليتحول الأمر و على مدار سنوات إلى رسالة جاءت كنتيجة لقائمة من الأهداف التي كنت أسعى لتحقيقها في إطار أسرتي الصغيرة حيث أنها كانت أولويتي الأولى ، و مع مرور الوقت امتدت هذه القائمة لتشمل المجتمع و تدريجيا أصبحت النظرة للحياة أكثر شمولية فلم تعد الرسالة مقتصرة على المحيط الضيق و إنما اتسعت لما هو أبعد من الحدود.
س5/ ما هي أفضل الطرق لتعديل السلوك الخاطئ عند الطفل؟
الحزم بحبّ .
س 6/ ما أهمية القراءة في الطفولة المبكرة؟
القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة بمثابة إنشاء قاعدة صلبة لتبنى عليها شخصية قوية الأركان ، هناك عدد متداخل من مجالات نمو الطفل إن لم نقل كل جوانب النمو تتأثر إيجابًا بعقد هذه العلاقة الوطيدة بين الكتاب و الطفل منذ نعومة أظفاره أو ربما منذ تكوينه جنين في بطن أمه ، نعم القراءة للطفل تؤثر و بشكل كبير في نموه الاجتماعي و اللغوي و الانفعالي و الأخلاقي و الديني و العقلي و الحسي.
س7/ بين المرئي والمقروء، بأيهما يتأثر الطفل أكثر؟
لا شك المرئي لما يمتاز به من مؤثرات ( صورة، صوت، إضاءة، …)،سيكون أقوى تأثيرا من المقروء المجرد من كل ذلك ، لذا في كتب الأطفال يعتني المختصون بالرسوم و الصور و إضافة ما يثير الحواس خصوصا للأطفال الأصغر عمرا .
س8/ هل تفكرين مستقبلًا في كتابة مسرحيات ذات أساس تربوي للأطفال؟
حاليا أميل لكتابة القصص ، و لكن من يدري ربما أخوض تجربة كتابة مسرحية يوما ما .
س9/ بين الكتابة للطفل، والتوعية بأهميتها، والتسويق لهذا المشروع الكبير، أين تكمن الصعوبات؟
لكلٍّ قناعاته و توجهاته و من الصعب جدا إقناع عامة الناس بأهمية الكتاب في حياة أطفالهم ؛ لا بد من إقامة الندوات و الدورات و المحاضرات بشكل دائم و مستمر لنحظى بعدد قليل من الآذان الصاغية ، و هذه تتطلب جهدًا و وقتًا و تنظيما ، وتقتصر المحاضرات و الندوات والدورات على الأمهات و المربيات في حين أنّ الأب له دور كبير لا يمكن إغفاله من ناحية التشجيع و التمويل و خلق الدافعية ، ولن يصل المجتمع إلى مستوى الوعي الكافي للاستثمار في عقول الأبناء، مازال النظر المجرد إلى الجانب المادي يحتل المرتبة الأولى ؛ مازلنا مجتمع يحبو مقارنة بما توصلت إليه المجتمعات المتقدمة و التي تدرك أهمية وجود الكتاب في حياة أطفالها.
س 10/ في ظل تزايد الأنشطة الترفيهية في المملكة، ما الذي يخطر في بالك ليحاكي ويمس هذه الشريحة؟ وهل لديك مشاريع مستقبلية بهذا الخصوص؟
واقعا لدي عدد من الأفكار التي أرجو أن نتمكن من تنفيذها، كتفعيل قطار “توفي و تومي” على نطاق واسع ضمن الأنشطة الترفيهية المقدمة لعدد مفتوح من هذه الشريحة.
س11/ في قصصك، هل تحاولين بالدرجة الأولى معالجة سلوك الطفل أم مخاطبة عقله؟
عندما أفكر في كتابة قصة أضع نفسي مكان الطفل الذي سأكتب له، فأصيغ الأحداث على هذا الأساس بحيث أفكر كما يفكر و استشعر كما يشعر و أعبر كما يعبر و أتحرك كما يتحرك ،وبشكل عام لا أحبّذ أسلوب التوجيه المباشر و لا إبراز نموذج مثالي يصعب على الطفل التماشي معه؛ أحاول إيصال ما أريده من خلاله هو لا من خلالي كإنسان بالغ يجد نفسه وصيًّا على هذا الطفل .
س12/ رسالة الإنسانية رسالة سامية، ورسالتك في الكتابة لم تستثنِ ذوي الاحتياجات الخاصة، حدّثينا عن ذلك؟
أؤمن أن البشرية لا تستقيم إلا بحفظ حق الإنسان على الإنسان ، و لا يمكن أن نؤدي هذه الحقوق إلا حينما ندركها ونفهمها و من ثم نحترمها و نقدّرها .
س 13/ من خلال قصة” أحب عالمي”، ماذا أردتِ أن تقولي للطفل؟
هي حكاية طفل أصمّ توضح لنا التناقض بين عالمه الساكن والعالم الخارجي الصاخب، أردت أن أخاطب بها كل الأطفال كي يتطور لديهم فهم الآخر بكل اختلافاته، كماأردت أن أحقق من خلالها الأهداف التالية: – توجيه قصة يستطيع من خلالها الطفل العادي أن يتفهم ويدرك أحاسيس ومشاعر ومعاناة هؤلاء الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة – يتمكن الطفل الأصم من خلال قراءتها التنفيس عن مشاعره ومن ثم يشعر بالراحة والهدوء النفسي ، كونه انسجم وتقمّص الشخصية الأساسية في القصة، والتي تشبهه في جزء من شخصيته. – أيضا تستطيع هذه القصة المساعدة في التقريب والدمج بين الأطفال العاديين والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ، خصوصًا أن هناك شيئًا ما مشتركا يستطيعون عمله سويًّا وهو قراءة نص موحّد يمكنهما الاستمتاع به.
س14/ حدثينا عن فكرة مشروع المكتبات الخمس؟
الحديث عنها قد يطول و يطول، وباختصار شديد هي مبادرة خيرية لإنشاء مكتبات أطفال ، تقوم عليها كجهة منفذة “مؤسسة دار راوي للنشر والتوزيع” ، لديها اهتمام بالشأن الاجتماعي و الثقافي المرتكز على عنصر القراءة و الكتاب ، و قد دعم هذه المبادرة كجهة ممولة رجل الأعمال رحمه الله ” الأستاذ مهدي ياسين الرمضان” أحد أبرز المثقفين و الوجهاء في مدينة الأحساء ، انطلقت المبادرة رغبة من الجهتين المنفذة و الممولة في المساهمة لبناء مجتمع معرفي.
س15/ إلى أي مرحلة الآن بلغ هذا المشروع؟
إلى مرحلة التطبيق و تفعيل المكتبات بحمد الله
س16/ ما هو حلم “كفاح” الأكبر بعد إنجاز مشروع المكتبات؟
افتتاح مركز لرعاية الأطفال الرضع هدفه استثمار استعدادات الرضيع، بناء مهاراته و تنمية قدراته .
س17/ – ما هو دور الداعمين في تحقيق رسالتك؟
قلة هم الداعمون ؛لذا حركتنا بطيئة إلى حد ما
س 18/ – كلمات قصيرة توجهينها ل :
الطفل: لك كل الوقت
الأم: تحلي بالصبر
الأب: كن خير داعم للكتاب
الكتاب: الكنز الذي لا يفقد قيمته مهما تقدم به الزمن
وختامًا أشكر صحيفة ” سعودبوست ” على إتاحة الفرصة بهذا الحوار ، كما أشكر شخصك الكريم أستاذة حوراء لتسليط الضوء على قصة كفاحي.
+ أضف تعليق