بقلم ..أمل سليمان

عبثًا أحاول لملمة شتات نفسي , لا أجد مني إلا روائح الأشعار ، وقلمي الذي يتبعثر أشلاء كقطعة ثلج تقف هناك تنتظر شمس أخرى تدفئها .
بتّ أقرؤها خلال صمت غابت عنه حركات الحروف وسكناتها .
لم يترك لي الوقت سوى صدى ترنيمة تنادي زهرة برية أطفح لها بغباء.
خرجت من شرنقتي إلى عالم فيه مفاتيح الهوى ومزلاج باب مهترئ , فإذا بي في غرفة ذات ستائر قاتمة، تعثرت فيها أنفاسي التي بعثرت حقائقي , وتشاجرت همساتي مع موج الهدير الكامن في كل حائط .
و عُدت أسكن قلمي , وأغرف من بحور الصمت كؤوس المُدام , أتحول إلى فراشة ملونة تخترق الضوء وكلما احترقت أجنحتها زاد التصاقها .
أمسك قلمي بيدي وورقة بيضاء , أحاول أن أسقط أول حرف من نبضي ينوء الحرف به ويتمخض مساءً لينام على صقيع العواطف ، فيستيقظ هاجس الهروب وتقفز إلى الذاكرة صورة ذلك الغروب .
شيء ما داخل تلك السمفونية يعبث بكل شيء , تولد موجة شموخ غريبة , يدفعها المجهول بقوة , يعيدها , يغريها , تضيع بين مد وجزر حتى يحيلها الشوق زبدًا أبيضًا .
بالأمس وتحت وطأة السهر أعلنت تحريري لأشياء فيها ، وأعلنت احتلال أشياء أخرى , وما بين تحريري واحتلالي نسيت تشوهات ملامح الوقت , نسيت إعاقات التفاصيل ونسيت غربتي .
عفوًا متاهة التفاصيل ؛ فأنا مع كل حبة للرؤيا أنقش دعاء مزخرفًا للجميع .

بقلم / أمل سليمان