بقلم . د . نجوى محمد الصاوي

في هذه الفتره العصيبه لابد من إبقاء أطفالنا داخل المنازل لتجنب تعرضهم لمرضى مصابين في الأماكن العامه ، وضرورة تهوية المنزل وفتح النوافذ دائما، والاهتمام بالنظافة وغسل اليدين جيدا بالماء والصابون، دون المبالغة في استعمال أدوات التعقيم خاصة بالنسبة للطفل طيلة ماهو في المنزل لا داعي لها ، لان كثرة استعماله يسبب حساسية واكزيما بالبشره وزيادة في السعال لديهم، وهذا ما حدث في الآونة الأخيرة حيث ازداد عدد المراجعين من الأطفال لعيادة الصدرية بسبب الاستعمال الزائد للمعقمات والمطهرات قوية الرائحه.

وقد سبق أن عدة دراسات مهمة منها دراسة أجراها باحثون بجامعة مونتريال بكندا أن المبالغة في الاهتمام بنظافة الطفل تؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي لديه. فقد لاحظ المتخصصون في الطب الوقائي زيادة معدلات إصابة الأطفال في الدول المتقدمة بالأمراض التي ترتبط بضعف مناعة الجسم مثل الربو، والحساسية، والتهابات الجلد مقارنة بمعدلات الإصابة بتلك الأمراض لدى أطفال الدول الفقيرة.
ويعود ذلك ان الأطفال الذين يعيشون في الدول الأكثر فقرا إذ تتمتع أجسامهم بأجهزة مناعية أقوى من الأطفال في الدول المتقدمة، نظرا لأن أجسام أولئك الأطفال محاطة بالملوثات والبكتيريا مما يساعدها على التكيف و التعرف عليها وتكوين خلايا مناعه محاربه لها فيما اذا تعرض لهذه الجرثومه مره اخرى يقضي عليها ، ولكي يكون جهاز المناعه قوي لابد ان يتدرب منذ البدايه على التعرض للجراثيم والبكتيريا بكميات قليله .

ايضا الدراسة التي أجراها الباحثون الكنديون أثبتت أن كثرة علاج أطفال الدول المتقدمة بالمضادات الحيوية والمبالغة في تنظيف البيئة المحيطة بهم أمر يجعل أجسامهم فريسة سهلة لغزو الميكروبات،لان المضادات الحيوية تقضي على البكتيريا او الميكروبات النافعة الموجوده بأجسامنا وهذه الميكروبات التي تعيش في الأمعاء واللعاب والتي تساعد على تسهيل عملية الهضم والقضاء على العديد من الميكروبات الخطيرة الحاملة للأمراض
وتؤكد الدراسة على أهمية أن يتعرض جسم الاطفال لبعض الميكروبات والبكتيريا يقوي جهاز مناعتهم. وأكد أن الإفراط في النظافة الشخصية شيء سلبي، وأن 3 من بين 10 أطفال يعانون الآن من أحد أنواع الحساسية بسبب النظافة الصحية المفرطة التي يوفرها لهم آباؤهم.

لتقوية مناعتهم لابد من اخذ التطعيمات الضرورية لهم في الأوقات المناسبة وعدم تأجيلها

ايضا الغذاء الصحي للأطفال ضروري جدا الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات والبروتينات التي تعزز وتنشط الجهاز المناعي ، وشرب السوائل خاصة الطبيعية من الحمضيات(عصائر البرتقال والليمون) كونها أكثر المكونات التي تحتوي على فيتامين “سي”، الذي يساهم بدرجة كبيرة في رفع المناعة عند الأطفال والكبار معا، والتخفيف من حدة العدوى.
النوم الكافي لأطفالنا ضروري جدا لانهم في مرحلة نمو وجميع الخلايا تتجدد في نوم الليل
الحركه والنشاط البدني يساعد على تقسيم الخلايا المناعيه ويميزها ،في هذه الفتره لابد من الاهل إيجاد وابتكار نشاطات بدنيه وذهنيه لااطفالهم
تخفيف القلق عنهم من الكرونا واقناعهم بأننا اقوى منها لو احفظنا على نظافتنا
واكلنا جيدا وأخذنا قسط كافي من النوم
مع تمنياتي لجميع أطفالنا بالصحه والعافيه