بقلم .أ. عهود الدوسري

لقد أعتدنا في كل عام أن تطل علينا مجموعة من الأعمال التلفزيونية خلال شهر رمضان الكريم لتتنافس القنوات في الحصول على أكبر شريحة من المشاهدين .

ولكن عند العرض يخيب أمل المشاهد فيما يعرض وتبدأ موجة من الانتقادات والعزوف بسبب تكرار النصوص والوجوه الدائمة ،ويمكث الكثيرين في حالة تساؤل لماذا هذا الضعف..؟! ليخرج من الوسط الفني متعذراً بأنها أزمة نصوص ، ومنهم من يرمي باللوم على ضيق وقت التنفيذ إثر تأخر التعميد من القناة.
وكل ما يقال مجرد تضليل للحقيقة التي يدركها البعض منهم ولا يريد الاعتراف بها .

فأسباب هذا السقوط يعود لعدة أمور مخالفة لما يريدون إيهامنا به كما أسلفت سابقاً وإنما الحقيقة تكمن في آلية منظومة العمل التي يتخللها الكذب والنفاق والمحاباة من أجل الحصول على أوراق التنفيذ وعندها يبدأ عمل الشللية المقيته لمجموعة تنطوي على بعضها وتتقاسم الأدوار حتى وإن كان لا يناسبه .
فالصداقة والوساطة والمصلحة هي من تحتم توزيع الأدوار ،كذلك الكره ممكن أن يحرم شخص يجيد عمل الدور فالمنتج هو البطل وإن كان شكله لا يوحي بذلك ..وهو من يتحدث اكثر ويتواجد في جميع المشاهد وخطه الدرامي يمر بجميع شخصيات العمل .
ونجد في المنتاج تستبعد جميع العبارات وتقص مشاهد كل من يخطي حضوره على البطل ..حتى يكونوا أقل منه ..! فتسكين الأدوار لا تخضع لدراسات وإنما للمزاجية .

كذلك النصوص لا نجدها تتجدد لأن الكتّاب ذاتهم المتنفعين بإسم الصداقة والقربى ..ومحاربة كل ماهو قادم من المستقبل ..وتسييل الدماء الجديدة ..وسكبها على الأرض ودفن اي موهبة تحاول أن تصل مكان القدماء ..

إن غياب المهنية جعل الفن يدور في ذائقة محدودة حيث تم إقصاء المبدعين ..وأغلقوا الأبواب خلفهم ،ونشأ جيل يُفرّغ إبداعاته على منصات التواصل ..متكاتفين مع بعضهم البعض .
وعندما علا شأنهم تصرفوا مع من يحاول الدخول لعالمهم بذات التصرف الذي مورس عليهم من قِبل منتجي التلفزيون حتى برزوا واصبحوا محل إهتمام المحطات التي اختارهم من أجل شفط نجاحهم الاستفادة من جمهورهم ..بتسويق بضاعتهم ليكونوا مقدمي لبرامج أو ممثيلين في أعمال درامية ..وبعد أن يحققوا الغاية يتم إطلاق رصاصة في نصف جباههم لينتهوا فنياً .

ولكي ينجح الفن يجيب أن يتحول إلى الخصخصة والصناعة ..عندها ستقف الشركات المنتجة في تنفيذ أعمالها بداية من النص المحترف ..وطاقم عمل مميز ..ومخرج يقود العمل ..الى النجاح ..وجمهور يشاهد ويتفاعل ومعلنين يتسابقون على أعمال النجوم .
هكذا هي المنظومة الناجحة عندما يتم تحييد المشاعر والمصالح الخاصة والمجاملات سنكون قد وضعنا أرجلنا على أول العتبات التي تلوح فيها ملامح الجسد.
بقلم /عهود الدوسري