هلال العيسى

يعتبر الشعر أحد الفنون الإبداعية والتي تظهر فيه موهبة الفنان وما حباه الله من إبداع

سنلتقي ومن خلال هذا الحوار بالشاعره تهاني الصبيح التي شقت طريقها إلى سماء الشعر

س١_من تهاني الصبيح؟

تهاني حسن الصبيح
شاعرة شاركت في عدة أمسيات عربية ومحلية، معلمة بوزارة التربية والتعليم بمحافظة الأحساء عاشقة للشعر ومشرفة القسم النسائي بنادي الأحساء الأدبي لأكثر من ست سنوات

المؤلفات : رواية بعنوان وجوه بلاهوية
ديوان فسائل

س٢_متى كانت بداياتك الأدبية؟

كانت منذ الطفولة .. حيث أن هناك نزعة قوية للكتابة والقراءة واختزال أجمل الكلمات التي كان يستدعيها الذهن بين الفينة والأخرى لتصبح رافداً لفظياً يعين على جودة الكتابة

س٣_الشاعرة المتألقة تهاني الصبيحة قريحتك الفتية وراثة أبا عن جد أم هي هبة افردك به الله جل في علاه؟

هي موهبة من الله ساعدها على النمو الوعي الأسري من الأبوين وهما أكبر مساندين على استمرارها وانعتاقها للعالم .

س٤_بنظرك ماهي العقبات التي تواجه الشاعرة والأديبة السعودية؟

لا توجد عقبات أمام المرأة السعودية مجملاً إذا كانت واثقة تماما من أهدافها السامية وراغبة في تحقيقها وهي الأقدر من بين نساء العالم في نظري على تخطي العقبات ومواجهة الصعوبات وإحداث ولادة نوعية في الفكر والتوجهات

س٥_ لدينا بالساحه السعودية الكثير من الأقلام النسائية، ماهو تقسيمك لهذة الأقلام؟

كل الأقلام النسائية مقدرة ولها وزنها ولست ممن يقيّم من حولي أو يحجّم أدوارهن لأننا جميعاً نستقي أدبنا وأفكارنا من معين واحد وهو معين الثقافة الحرة ..

س٦_لوسالتك فتاة في بداية مشوارها الأدبي أي الجهات أو المنتديات التي تستفيد منها لتطوير ذاتها بحيث تجد الإنصاف بعيداً عن أي اصطفافات.؟

أرجوها بشدة أن تترك كل المنتديات والجهات وتخلو بنفسها على طاولة صغيرة وكوب قهوة وتقرأ ما تستطيعه من كتب في الأدب والشعر واللغة وتحفظ ما يمكنها حفظه من كلمات تسكن ذاكرتها لتصبح ثروة لفظية تسعفها أثناء الكتابة

س٧_ما هو رأيكِ بمصطلح أدب ذكوري وأدب نسائي؟

لاأؤمن بهذا المصطلح لأن الأدب جامعة للعالم ذكوراً وإناثاً
وإن كان الرجال تفوقوا في الإنتاج عن النساء فهذا عائد لطبيعة الدور الإلهي الذي تضطلع به المرأة في حياتها الأسرية والذي يشغلها عن غزارة التأليف لكنه لا يمكن أن يكون حائلاً بينها وبينه

س٨_ من الداعم الحقيقي لمسيرتك الأدبية منذ بداياتك؟

كل من حولي دعمني
أسرتي ، صديقاتي ، معلماتي وممتنة لوطني الذي رشحني مرات عديدة للمشاركة في محافله الثقافية التي تعبر عن نمائه الفكري ورؤيته الحضارية

س٩_ من هي الشخصيات المؤثرة بحياتك الشعرية؟
كثيرون لا يمكن وضع أسم أو تجاوز آخر وكثيرون أحمل لهم كل الامتنان والتقدير
ففي المملكة العربية السعودية أخوة وأخوات تربطني بهم عروق الأدب وقرابة المعنى .

س١٠_وما هي المهرجانات والمسابقات الشعريَّة التي شاركتِ فيها محليًّا وخارج البلاد؟

في داخل الوطن ، مهرجان عكاظ ، مهرجان الجنادرية ،ومهرجان جواثى بالأحساء ومؤتمر الأدباء السعوديون ، كما شاركت في الأندية الأدبية كنادي الرياض ونادي تبوك ونادي الجوف ونادي الباحة ونادي المدينة ونادي الأحساء وشاركت خارج المملكة في مصر والأردن والإمارات ومملكة البحرين

س١٠_حصلت على العديد من الشهادات والأوسمة والجوائزماهي أبرزها؟

جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي
جائزة السفير حسن عبدالله القرشي بمصر

س١١_حدثينا عن مشاركتك بجائزه السفير الشاعر حسن القرشي وحصولك المركز الثاني التي أقيمت بمصر؟

كانت أول جائزة دولية أحصل عليها ولها أثر كبير في النفس لكون ديواني فسائل هو إصداري الأول وقد أذكى هذا الفوز حماسي للمزيد من الحصاد إن شاء الله

س١٣_هناك العديد من الملتقيات الأدبية بالمنطقة هل أنت عضوة في واحدها؟

لا أحبذ أن أكون عضواً في ملتقى أدبي معين وأفضل أن أكون متواجدة في أي مكان ينتمي لميولي الأدبية ويجذب ذائقتي .

س١٣_وما هو دورك بنادي الاحساء الأدبي..؟

عملتُ في نادي الأحساء الأدبي على مدى ثمان سنوات من انتخابي عضواً في مجلس إدارته وسعيت أن أؤدي الأمانة التي أنيطت بي على أكمل وجه وأن أكون وجهاً أحسائياً يوزع المحبة ويرفد ينابيع العطاء الثقافي في كل مكان فأشرفت على لقاء ( ديوانية المثقفات ) التي كانت تخص مثقفات المحافظة وتزدحم بهن وبغيرهن ممن يفدن من محافظات أخرى
بالإضافة إلى لقاء الأديبات الواعدات الذي كان يسلط الضوء على المواهب الشابة الموعودة ويعين المبدعات على تخطي أي عقبة في سبيل التأليف والنشر

س١٤_تواجدك بنادي الاحساء الأدبي قرابة عشر سنوات أضاف إليك أم سرق منك؟

تواجدي في نادي الأحساء الأدبي هو عمل أفخر به حتى وإن سرق كما ذكرتَ في السؤال بعض وقتي وصحتي وبعض مسؤولياتي الحياتية فهي سرقة محمودة استعذبتها
حين وجدت الحصاد الكبير من مشاعر الحب والإخلاص التي تتدفق علي بين الفينة والأخرى من مثقفات وأديبات المنطقة وتجعلني مخضرّة بالطمأنينة والأنس ..

س١٤_صدر لك “وجوه بلا هوية” رواية ماهي موضوعاتها، وهل خضت تجربة كتابة “ق ق ج” ؟

وجوه بلاهوية : قصة حب حالت بينها الطبقية الإجتماعية وعادات وموروثات بعض الأسر .. هي محاولة -كما قلت في لقاء أدبي سابق – لتحريك المياه الراكدة خلال مسيرتي الأدبية التي كانت تتسم بالرتابة وقلة التأليف

س١٥_حدثينا عن فسائل،
اسمعينا شيئا منها..
الفسائل قصائد صغيرة لم تنضج بعد وهي محاولة ذكية لمواجهة مشرط النقد
ومن القصائد القريبة إلى قلبي في فسائل ( اقصص لنا الرؤيا )

جاءتك تقبسُ من جبينك ضوءها
فاسرجْ لها من شمسك القنديلا

واكشف لها عرشاً تنكّر حولها
قد ضيّعتهُ وأدركتك سبيلا

يا دائم السيفِ الذي انقادتْ لهُ
الكلماتُ طوعاً والحروفُ قبولا

من تربة الأحساء روح فسيلةٍ
علقت بروضكَ تستشفُّ وصولا

جاءتكَ ساريةً بغيرِ سفينها
فأعِدْ لها يا سيّدي الأسطولا

س١٦_وهل ترجمتِ بعض نصوصك..؟
للأسف لا

س١٧_أين تنشرين نتاجك الأدبي
أغلب نتاجي الأدبي الجديد موجود بحسابي بتويتر
وكيف كانت تجاربك مع دور النشر؟

لم أجرب النشر في دور النشر
فقد تم نشر روايتي وديواني من ضمن مطبوعات نادي الأحساء الأدبي

س١٨_ أنتِ أستاذة تربويةماذا أعطتْ تجربة التّربية والتعليم للمبدعة تهاني؟ 
تجربة التربية والتعليم جعلتني أتحسس الروح الملائكية التي تسكن قلوب ووجوه صغيراتي في الصف فمن هؤلاء تعلمت قيمة وجمال الحياة
وجربت السعادة الحقيقية الخالية من التقنع والزيف .

س١٩_ هل أنصف النّقاد الشاعرة تهاني؟
النقد بالنسبة لي بناء فأهلا ومرحباً بكل ناقد هدفه إعادة نفخ روح الشعر بداخلي

س٢٠_كيف تصفي المشهد النّقدي في المنطقة؟
حقيقة لايوجد لدي اطلاعٌ واف على المشهد النقدي في المنطقة ولكنني ألتقط من هنا وهناك بعض الاتجاهات النقدية الجميلة التي تناولت أعمال أدبية تستحق البحث والاستقراء

س٢١_هل يحتاج المبدع للنقد الأدبي..؟
إذا لم يُنقد المبدع فلا يمكن أن يكون مبدعاً
النقد بوابة واسعة للابتكار والتجديد والإبداع

س٢٢-طموحاتكِ ومشاريعك الأدبية المستقبلية…؟

أكثر ما يهمني الآن الإنتهاء من ديواني الثاني وإطلاق سراحه من قفص هذه الأجهزة الالكترونية التي يسكنها منذ مدة

٢٣_ماهو العمل الإبداعي الذي نترقبة من المبدعة تهاني
أدعو الله أن أظلّ دائماً عند حسن ظن من يعدني مبدعة ويثق بي لأكتب عملاً إبداعياً في أي مجال يخدم الإنسان .

س٢٥_عرفتي ب “خنساء هجر”ترى من الذي أطلق عليك هذا اللقب الفريد؟ وماالسر؟؟

هو لقب أطلقه الجمهور علي وتلقّفتهُ أذن الصحافة في مهرجان عكاظ بالطائف حيث شاركت فيه بقصيدة ( لمّا حوتني الطائف ) النص الذي أبهرهم فردد البعضُ على مسامع الجميع
هذه هي خنساء المملكة
وهو لقب أعتز كثيراً به لإعجابي الشديد بالشاعرة العربية الخنساء

س٢٦_على أي نص من قصائدها تستريح تهاني؟هل لنا أن نستمع لشيء منها؟

لأجل أمي التي فارقت الدنيا خلال هذه الأيام من شهر رمضان من العام الماضي أقول

للعمقِ تهوي ، للجذورِ ترومُ

وعلى ثراها ينبتُ المشمومُ

(أمّي ) ووفّى الموت قبضةَ روحها

وأتى بها حول الجنانِ تحومُ

وكأنها والروح تعرجُ للسما

فيضٌ تسيلُ براحتيهِ غيومُ

أو أنها الشمسِ التي لو غادرتْ

ستظلُّ تشرقُ بالضياءِ نجومُ

وفي مقطوعة أخرى

تعيدُني ضحكةٌ في العيدِ ألقاها
ومِلفعٌ من خيوطِ الليلِ ينعاها

مابين مِسبحةٍ تغفو على يدها
أو بين سُجادةٍ تبكي مُصلّاها

يعيدني الخاتمُ الفضّيُ تلبسُهُ
في زهوِها وكأنّ الفجر يُمناها

ماقيمةُ العيدِ يا أمّي إذا انقطعتْ
أوتار قلبِكِ من أقصى حناياها؟

س٢٧_كلمة أخيرة تحبينَ أن تقوليها في نهايةِ اللقاء؟؟

أشكركم جميعاً على ثقتكم بي واختياري للحديث عن نفسي متأملة أن أكون بحجم هذا الثقة وجديرة بها
ولكم مني كل الامتنان والعرفان