ليست المرة الأولى ( الجزء الثالث)

بقلم... روان محسن

حان الوقت للعزلة وقت انفرادي وانعكافي التام عن البشر بدأت ساعات الدوام أن تنتهي وحان وقت إجازتي الأسبوعية أن تبدأ .

مُختلفة طقوس الإجازات عندي فهي أكثر الأيام رحابةً لقلبي، وكعادتي اتهندم وأتزين للقاء الليل بكل ملامح الدهشة، لأصنع كوبًا ساخنًا من مشروبي المُفضل، والبدء بالكِتابة من جديد عن ذاك الماثل أمامي كأُسطُورةً لأتباهى به سحقتني العزلة بالمساحيق الكتابية والأوراق بشتى أحجامها وأرقامها فأنا لا أمزق الأوراق أبدًا بل أخزنها في جيب خزانتي الأمامي كي لا تراها والدتي فهي دائمًا لا تحب أن تراني أكتب .

بدأت تلك الليلة وكانت مُختلفه تمامًا فأنتابني شعور أن أحدهم بجانبي، ويقترب مني ببطئ شديد مما جعلني أفقد اتزاني والرهبة في سيلان الحروف والكلمات من يدي وكأني أفقد السيطرة عليها تمامًا، وأنا أشاهدها تنجرف أمام عيني وتكتب كلمات لا أفقه من معناها أي شي، ولكن كعادتها والدتي تدخل بدون سابق إنذار وتكرر نفس السؤال هل من أحدًا هُنا .
وبعد أن ترى أن لا أحد بجواري تتساءل ومع من تتحدثين لتو أخبرتها هذه المرة لكي تطمئن ولا تبدأ في قلقها المعتاد عليه .
إنني كُنت اقرأ كتابًا بصوت مرتفع
فقالت بكل تعجب ومن الصوت الأخر إذا كُنتِ تقرئين ؟!

لا أستطيع إيجابها فكنت بوضع انغماس تام ولن أستطيع إيجابها على شيء، وسارعت بالخروج وإغلاق الباب ورائها .
توقفت رغبتي بالكتابة مُبكرا هذه الليلة بعد دخول والدتي وبعد محاولات لرجوع إلى ماكنت عليه، فشلت للمرة الأولى واستلقيت وداعبني النعاس حينها وتولى النوم المهمة .

وعند استيقاظي في الصباح بلا مُنبه أو إتصال يُزعجني استيقظت بكامل قواي، ولكن بجسد مُتعب وكأنني قضية ليلتي بالركض في مساحات واسعة، ألم في مفاصل جسدي وعُنقي وذراعي وقدماي، ولن أستطيع النهوض من فرشتي، فأصبحت مُستلقية لساعات بذهن شارد تمامًا

بدأت ألاحظ آثار غريبة ولأول مره في جسدي ، كدمات داكنة اللون في ساقي الأيمن وفي عنقي وأصابع يدي السبابة والوسطى ماأدهشني حقًا.

1- هل ستقف قصة نارين عند هذا الحد ؟
2- ما الذي ينتظر نارين ؟
3- مالذي سيترتب على تلك الآثار الجسدية ؟

( تفاصيل أكثر آثاره ستنتظرنا في الجزء الرابع والأخير )