بقلم... أ/عائشة أحمد سويد

قرأت في كتاب قديم معلومة لأرسطو اختصرت لي الكثير من التساؤلات ومحاولات الإصلاح وهي: أن الناس تنجذب بعضها لبعض رغمًا عنها، حيث أن التجاذب هنا يكون من الأرواح؛ فهي التي تسير أصحابها إلى من تتوائم وتتفق معهم.. 

ونرى دائمًا أن أصحاب الخير والأرواح الفاضلة يميلون إلى بعضهم البعض، وأصحاب المكر والغدر يميلون إلى بعضهم البعض، وأصحاب المعروف يميلون إلى بعضهم، وهكذا فالأرواح تميلُ إلى من يوافقها ولادخل للأشكال أو الحُسن والقبح.

فمثلاً في مجال العمل.. لو جاءك موظف جديد تجدهُ من تلقاء نفسه ينظمُّ إلى مجموعة تتقارب معه في الصفات والأخلاق، ويحدث بينهم الانسجام والتلاطف، ومع الأيام تستغرب أنه انظمَّ لهذه المجموعة التي تماثلهُ، وكما قال أرسطو: فإن ماجذبه إليهم سوى روحه التي وجدت انجذاب إليهم، فجميع الأصناف مجبورة على التجاذب فلا تحاولوا ثني أحد عن ملازمة أحد ما، لأنه لن يستطيع واتركوهُ للأيام، فإن دام الانسجام لتوافق الأرواح فهو لهم، وإن حدث العكس فطبيعة أرواحهم لها حد معيَّن من الانسجام تقف عنده، فلاتستغربوا انقلابهم على بعضهم البعض..

وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: “الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ”.

والله أعلم.