بقلم.... عائشة سويد

حضر الفريق الطبِّي للكشف على “طفشان”.. 

حرارة وحشرجة ونظراتٌ تائهة مملوءةٌ بالهلع !! أين المصير؟ أهذهِ آخر رحلتي! ومامصيري

وما الَّذي ينتظرني يااللّٰه..؟!! 

ليتني وليتني.. صرخات مكتومة لاجدوى منها، وآهات عصيَّة على الخروج وألف آه..

يُنادي في كل الاتجاهات: أميّ أميّ أبي، الأمُّ منهارةٌ فلاحراك ولا كلام، ولاطبطبة ولامواساة، الأب حنى الزمن ظهره فتقوقع على سريره الطبيِّ، تقلِّبهُ تلك الأم المكلومة وتتعاهدهُ بالرعاية.. 

بينما الجميع من حولهِ يريد النجاة بنفسه، فلا أحدٌ سيضحي بنفسهِ ويدفع ثمن استهتاره، 

مبرّرهم كم نصحنا ووبَّخنا وقلنا ولكن دون جدوى!! والمصيبة ماذا عنَّا نحن؟

أين الطفش الذي جعلهُ يتحدَّى ويُغامر؟ وأين الصحاب الذين راهنوهُ على شجاعتهِ وعنتريتهِ الغبية؟ وحدها أمك هي من كانت ستكون معك لولا أنك دمَّرتها هي أيضًا.. فهاهي تنهارُ تمامًا ولم يعُد لها القدرة على المقاومة لتستسلم هي أيضًا لما نقلتهُ إليها من رفاق السمر والضحكات والأنس.. أين هم الآن؟! أين سمرهم وضحكاتهم؟! أين الوقت الذي لايطيبُ إلاّ بهم؟! وأين وقتهم الذي لايطيبُ إلا بك؟!

خذلوك؟! لا.. لم يخذلوك !

كنت أنت فقط الغبيُّ الساذج..

وانتظر الآن ماسيواجهك به القدر..

وقد تكون أو لاتكون أنهيت رحلتك بنفسك..

ليس ذاك فحسب، بل أنهيت أمك وأبقيت أباك بلا راعٍ يتلمَّسُ حاجتهُ وحرمتَ باقي إخوتك منها ومن كل شيء..

كم كنت أنانيًا ومغرورًا وصلفًا..

وأوجعتنا جميعًا معك وبك..