محمد الهديب

دائمًا ما تخلق الأزمات المواقف وتتضح فيها الصور فلا يخفى على الجميع أزمة كرونا التي اجتاحت العالم وأظهرت معادن الأفراد السيئ منها والحسن وكذلك صمود أنظمة الدول من عدمها
لقد أعادت هذه الجائحة ضبط كثير من الأفكار وخففت من سرعة وتيرة الحياة والتفاقم الاقتصادي وأوضحت العدو من الصديق وتعلمنا منها قيمة الحرية والتحرك في كل مكان والتمتع بكل شيء حتى الذي كنا نراه دون المستوى أصبح شيئًا عظيمًا.
فمن الأمور التي تغيرت ..

مفهوم السياحة التي تحولت بالكامل للداخل وجعلتنا نشاهد أماكن كثيرة لم تكن أعيننا يومًا تراها ويستبعد العقل وجودها بسبب إحلال السياحة الخارجية التي أعمت الأبصار عما يقدم داخل وطننا من حدائق وشاليهات ومنشآت على البحر وأسواق كبيرة
وبوجود هذه الجماليات كان هناك منغصًا لا يبتعد عن الهاجس ..وهي النظافة فرغم أن الجائحة غيرت الكثير من العادات إلا البعض الذي يصرُّ أن يتعامل مع المرافق العامة معاملة ( جلد مو جلدك جرّه على الشوك ) فعندما ينتهي من التنزه نجده لا يجعل المكان نظيفًا كي يستفيد من يأتي بعده ويزيدك غيضًا إذا قام بالتغني بالأنظمة الغربية من ترتيب وحقوق دون أن يعلم أن الغرب يحكمهم الغرامات المالية عند ارتكاب أي خلل يخالف الذوق العام أو من يعبث بمقدرات الدولة والأماكن العامة ونحن لسنا أقل منهم لذا يجب فرض العقوبات وتكون فورية من قبل المراقبين، وكذلك مضاعفة تعزيز القيم والأخلاق وأصول النظافة في المناهج الدراسية والتنويه عن مخاطر هذه السلوكيات المشينة.
فلقد أظهرت لنا الأزمة مواطن الخلل في كل مجال نسلكه وسهلت على الباحثين في كل قطاع أن يعالجوا الأخطاء التي مستهم كما أنها أظهرت لنا جماليات كثيرة كما أسلفت بوجود أماكن سياحية ذات أجواء لم تستوف للاستفادة منها بكامل طاقتها من مضاعفة المنشآت الترفيهية والفنادق والطرق السلسة التي تسهل المداخل والمخارج للسياح .

لذا أتقدم بالشكر للأزمة التي كنا بحاجة لها كي تتضح الصورة لنا في شتى المجالات لمكافحة الخطأ وتعزيز نقاط النجاح فشكرًا أيتها الأزمة على هذه الومضة.