عبدالرزاق سليمان

كيف يهنأ قوم خيبوا ظن وأمل من منحهم ثقته .
كيف يستريحون وقد خانوا بعد أداء القسم .

الفساد في حقيقته محاولة حرمان للوطن من تقدم وازدهار ، وهو نوع تخريب في ممتلكات الوطن أو ثرواته أو شيء مما فيه وله .

محاربة الفساد قرار رحب فيه كل مواطن نزيه شريف ، واستبشر به كل من يفخر بهذا الوطن ومنجزاته ، فهو قرار لإيقاف الفساد واستبداله باستدامة في التطوير الحقيقي والتطوير المتكامل ، وفيه حفاظ على مقدرات الوطن ومكتسباته .

الموقف ضد الفساد حكاية حرب ضد خفاء ومجهول ، فوصلت الحرب ضد الفساد إلى بعض من لم يظن المواطن العادي أن يسمع وصفهم بالفساد ، وشعار هذه الحرب أنها ستطال كل فاسد ، وستحفر حتى تخرج الفاسدين من أماكنهم الآمنة في ظنهم .

الحرب ضد الفساد تعني الاهتمام بالوطن والمواطن ، تعني الانتقال من حلقة إلى أخرى بعد أن أرادوا الدوران في نفس الحلقة أو الرجوع للخلف .

لا يتقدم الفاسد ولا يعمل بإرادة الوطن ولا في تنميته وازدهاره ، ففي الوقت الذي يفكر النزهاء في التطوير والتنمية والازدهار والتقدم ، هو يفكر في مصالحه الشخصية ولو كان ذلك على حساب أغلى المقدرات وهو الوطن .

تأثير الفساد كبير ، وجرمه شنيع ، فهو يعمل بصمت ، ويتحرك بخفاء ، يتحدث بما لا يفكر فيه ، يجلس على مكتبه شاكرا الوطن متغنيا بحرصه على كل ذرة من ترابه ، وفي الحقيقة لا يفكر إلا في فساده ، فيبغض النزهاء الأوفياء ، ويبعد الكرماء الشرفاء ، لعلمه بعدم رضاهم على فساده .

ولن يفر من الحرب على الفساد ، فالحرب وضعت من أجله وأمثاله ، ومهما خفي فستصل له الحرب ضد الفساد ، وكما ذكر صاحب هذه الحرب : لن ينجو منها فاسد كائنا من كان ، نعم لن ينجو منها فاسد ، وستطال جميع الفاسدين فهي حرب النزاهة ضد الفساد .

وليعلم كل فاسد .. ستوقف فسادك حرب النزهاء الشرفاء ، فكما أوقفت الحرب الكثير ، فلربما تكون أنت القادم …