بقلم... إنعام حمراني

نستسلم في أحيانٍ كثيرة لعصف الحياة ومرارتها ونفتح الطريق لكدر النفس وننغمس في الأحزان والأوهام التي في حقيقة أمرها نحن من صنعها، متناسين عظمة الخالق ومشيئته العُظمى فيما نمر به، فنحن نعيش على رضا وننعم بنعم كثيرة لا تُعد ولا تُحصى من الله عز وجل، خلقنا الله بسمع وبصر وعقلٌ نميز به بين الحق والباطل، جبلنا الله على هيأة عظيمة ميزنا فيها عن سائر المخلوقات، فضَّل بعضنا على بعض وكرمنا ووهبنا من نعمه العظيمة ما يعجز اللسان عن ذكره.

لو نظرنا إلى حياتنا بطبيعتها لوجدنا فيها من الخير الكثير، ولكننا نُركز فقط عما ينقصنا، دون أن نعي أن الله له حكمة بالغة لا نُدركها بالصبر عندما نجزع، يقول الله تعالى: “وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ” البقرة 216. 

صحيح أن هُناك أمورا نمرُّ بها ولا نستطيع أن نتمالك أنفسنا إلا أن نعيش لحظتها، وقد نضعف لدرجة أن ننسى أن الله خلق النسيان وخلق معه الصبر وخلق فوقهم الإيمان بالقضاء والقدر.

ما يهمني في هذه المقالة أن أشير إلى أنه يجب علينا ألا نعطي الأمور فوق قدرها، وأن نؤمن الإيمان التام بأن الله لا يكتب إلا خيرًا مهما تقدم أو تأخر، وعلى العبد أن يثق الثقة التامة بأن الله قادر وأنه عزيزٌ جبارٌ متكبر له مجزيات الأمور وبيده كل خير، فقط أن نتوكل عليه ونستعين به دون استسلام أو كدر.