بقلم /عبدالرازق سليمان

مرحلة الطفولة من أجمل مراحل الحياة، يعيشها الطفل دون هموم وغموم، بعيدا عن التفكير المعقد في تفاصيل ومشكلات كبيرة، يستيقظ همه الأكل واللعب، فإذا وجد لعبته وبدأ بتحريكها ولقمته في يده، ظهرت ابتسامته، وعلت ضحكته، واستقرت نفسه، ولن يبحث في الحياة عن مصدر ابتسامة آخر . هو سعادة تعيش في سعادة، يُدخل السرور على من حوله.
وحينما بدأ العالم في عمق الحياة، وصناعة الأجيال، والتفكير في مستقبل المستقبل، وبنائه على آرائهم اليوم، كان الطفل بصغر سنه هو المستهدف الأول والأسهل، فهو لا يدرك حروبا فكرية، ولا معانٍ عميقة، فالفكرة التي يتلقاها صغيرا تكبر معه، وتبقى في خلده، حتى يشب عليها، ومن ثم يقود عملا أو مؤسسة فيعمل بها بتلك الأفكار المتحولة إلى قناعات بسبب مكثها الطويل في ذهنه.
صُنعت المؤسسات المتنوعة لحماية الأطفال من أنواع الأذى الجسدي والنفسي وغيرها، لكن قنوات بث الأفكار السلبية لا تُعد من الأذى الذي يُحمى منه الأطفال.
قنوات تسعى لصناعة الأبرياء على طريقة الكبار، فيتقبل من الأفكار ما يرفضه مجتمعه ووطنه، أو صُنع متمردا على التعاليم والضوابط، أو يحمل حبا لمجتمعات غير مجتمعه ووطنه الذي عاش ويعيش فيه.
ومن الأطفال مَن ينشأ عنيفا عدوانيا لا يتناسب سلوكه مع العيش وباقي أفراد المجتمع، يجدون منه أذى، نظرته لأقرانه ليست صداقةً وحب، بل نظرة عداوة وبغض وانتقام بلا سبب.
سلوكيات تبث على شكل برامج أطفال مسلية، أو مقاطع مضحكة، أو أفلام كرتونية جاذبة، يجد فيها الطفل ابتسامة ظاهرية ولا يعلم خفاياها، وتجد فيها الأسرة إسكات الطفل عنهم وقت انشغالهم، وهي بثوث ظاهرها فيه الجمال وباطنها من داخلها العذاب.
فلتقم المؤسسات المهتمة ذات الصلة بمختلف علاقاتها بإنشاء البرامج، والقنوات المتنوعة، وليكن دورا مجتمعيا على الجميع المشاركة فيه، كلٌ بحسب دوره ومجاله، للمحافظة على الطفل وبراءته، وتنمية جيل مخلص لدينه ووطنه، محب لمجتمعه وقيمه، يبحث عن رغبته باختياره وبحسب قيم أمته ومجتمعه ووطنه، لا أن يتلاعب بهم آخرون، كلٌ يوجهه لتوجهاته، وكلٌ يرغب في كسب الطفل وعقليته الجاهزة للتعبئة بأي مادة كانت.
الأطفال أمانة، وحمايتهم واجبة.