بقلم . سالم جيلان

الرياضيون في صبيا أوفياء.. أوفياء.. أوفياء سواءً القدماء أَو المعاصرون وتتجلى صور الوفاء منهم جميعًا في كل المناسبات بفرحٍ أو ترح في السرور والأحزان والمواقف عديدة ومشهودة فمهما اشتدت المنافسات الرياضية داخل ملاعب الحواري والأحياء إلا أنهم يحتفظون بالود والتقدير والاحترام بين بعضهم البعض خارج حدود تلك الميادين.

فجر الجمعة ٥ رمضان ١٤٤٠هـ الموافق ١٠ مايو ٢٠١٩م عشنا صورة من صور الوفاء للرياضيين في صبيا اكتنفها الحزن والألم فقد شهد جامع حلة مشاري الجديد ازدحامًا كبيرًا وامتلأت أدواره وجنباته وزواياه بالعشرات من المصلين المشيعين لجنازة الراحل الفتى الخلوق ” هادي مبارك جابر” لاعب فريقي الكاميرون والصمود وهو ابن لاعب كاظمة السابق ” مبارك جابر” حيث كانت وفاة هذا الشاب بمثابة الفاجعة في أوساط الرياضيين بأحياء العروج فقد تعرض لإصابة مفاجئة ومرض على إثرها ولم يُمهله المرض طويلًا حيث وافته المنية ليل الخميس رحمه الله تعالى.

” هادي” شاب صغير السن وتقريبًا لم يبلغ العشرين من عمره لكنه كسب الود بين أقرانه بتعامله وطيب معشره كيف لا؟ وهو ابن أحد أشهر لاعبي كرة القدم في أحياء صبيا لعبًا ومهارة وخُلقًا ومن غير المستغرب أن نرى كل تلك الجموع تشهد جنازته مواساةً لوالده ويلهجون بالدعاء له رحمه الله.

اعتدت أن أتقدم بمنشور عزاء مقتضب على صفحات الفيسبوك لكن المنظر الذي شاهدته من الحاضرين لجنازة ” هادي” رحمه الله جعلني أكتب هذا المقال احترامًا وتقديرًا لكل رياضي ولاعب تواجد في تشييع الجنازة رغم ضيق الوقت والموت المفاجئ فقد تجولت بنظري في ذلك الازدحام الكبير وشاهدت زملاء الأمس لوالد هادي مبارك من قدامى لاعبي كرة القدم في صبيا وكذلك من رافقوا هادي خلال سنوات معدودة في ملاعب كرة القدم بالعروج والزبارة وبقية الأحياء وكذلك من عرفوه من الفرق الأخرى بالإضافة لتواجد أهالي حلة مشاري والذين يجاورون والده وعرفوه عن قرب منذ سكن بينهم.

كرة القدم في أنحاء العالم تبعث على التنافس الشريف وتنشر المحبة والوئام بين ممارسيها ولدينا في محافظة صبيا وقراها المترامية اعتدنا أن نعيش ونتعايش مع لمسات وفاء وشكر وعرفان بين كافة الرياضيين في أي مناسبة ولعلهم في الوفاء للأموات أوفى وأصدقُ عاطفة والشواهد عديدة وجنازة ” هادي” أحدث شاهد.

رحم الله “هادي” الخلوق والمثالي صاحب الأدب الرفيع ونسأل الله تعالى أن يجبر كسر والده ووالدته وكافة أفراد أسرته على فراقه وأن يُلهمهم الصبر والسلوان.