بقلم /عائشة سويد

 حين يغتاب المُغتاب هذه عادته، ولكن ما يزيده تماديا صمت الطرف الآخر عن إنصاف الغائب، وكأنه يفرح لينال الناس من عرض أخيه وتشويه صورته، حين تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك سأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة فقالَ رَجُلٌ مِن بَنِي سلمِة: يا رَسُولَ اللهِ حَبَسَهُ بُرْدَاهُ، وَالنَّظرُ في عِطْفيْه. ‘ كناية عن غروره ‘ فَقال لَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضيَ اللَّهُ عنه: بِئس مَا قُلْتَ، وَاللَّهِ يا رَسُولَ اللهِ مَا عَلِمْنَا علَيْهِ إِلاَّ خَيْرا)

ذبّ معاذ بن جبل رضي الله عنه عن كعب بن مالك في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم واغتاب المغتاب أيضا في حضرة النبي فالذي يتق الله يتقيه والذي لايتقيه لايتقيه وإن كان في حضرة النبي!! ..

مابالنا نحن (إلا مارحم ربي) حين يغتاب المُغتاب لا يوجد من يوقف غيبته ويلجمه!! بل يحلو الحديث ويسيل لعاب الإنصات،..

من ذب عن عرض أخيه ذب الله عن عرضه يوم القيامة..

خذوا موقف من المُغتاب وألجموه، أنتم من يصنعه ويزيده جراءة للاستطالة في أعراض الناس، وثقوا جدا بأن من يتبسط في حديثه في أعراض الناس وأنتم تجارونه بصمتكم غدا أنتم إحدى موائده..

كم من بيوت دمرت و أرحام قطعت وكم من نفوس مُزقت وكم من علاقات شاكت وتعقدت بسبب المغتاب الذي لم يجد أمامه من يتق الله حق تقاته وبسبب آذان منصتة لهذا المغتاب ..