نوال حجاب الحازمي

الحياة الزوجية رحلة طويلة مشتركة تحتاج للصبر وحسن الخلق والذكاء العاطفي والوعي بالحقوق والواجبات لكلا الطرفين ، ومن هنا أود أن أوصل رسالة لأصحاب مواقع التواصل الاجتماعي الذين يدعون تبنيهم لتطوير الذات ومعرفتهم بالأنماط والشخصيات.

ذلك لأنه ليس كل الناس مهما كان نمطهم يصلح لهم هذا الكلام الموجه عامة ، ولأن كلماتكم وأفكاركم التي تطرحونها قد تسبب مشاكل أسرية ؛ فهناك شخصيات مريضة والتعامل معها صعب جدًا وزوجاتهم صابرات محتسبات لوجه الله الكريم وحفاظًا على أسرهن من الضياع والتشتت.

ولكن للأسف الشديد فإن أصحاب هذه الحسابات يتسببون في خراب البيوت بسبب ما يطرح من مواضيع متنوعة،
منها على سبيل المثال لا الحصر :
عند إعطاء تعليمات بما يتم عمله ليتغير الزوج مثلا ، فعندما تقوم الزوجة المسكينة بتنفيذ مايطرح ولا تجد مردود عاطفي أو تغير في حياتها الزوجية لما تطمح له ، فيؤدي ذلك لإحباطها ، بل وتكره حياتها وزوجها، وتبدأ رحلة البحث عن الخلاص عن طريق الانفصال عن الزوج .

كذلك فئة أخرى تنادي بعبارات رنانة وأفكار غريبة ، كترك الزوج والأسرة والأبناء والالتفات للنفس وتدليلها والبحث عمن يناسبها ويقدرها .

تعجبت كثيراً مما أرى وأسمع على مواقع التواصل من عجب عجاب وتساءلت في نفسي!
ما بال هؤلاء؟
ألا يوجد في مبادئهم وقيمهم الصبر والاحتساب ؟
ألا يعرفون العطاء لوجه الله؟

أليس في اهتماماتهم شي اسمه الحفاظ على الأسرة ،والتضحية لأجل بناء الأسرة وحمايتها من التشتت ؟
فقد علمنا ديننا أن بناء أسرة وحمايتها والحفاظ عليها من عمارة الأرض وخلافة الله فـِـي أرضه .
صحيح أن الطلاق حل لكنه ليس أول الحلول ولا أفضلها ، بل إنه أبغض الحلال ، وأهم مايسعى إليه الشيطان هو تفريق الأسر وتشتتها .

رسالتي إليهم.. اتقوا الله ولاتكونون أنتم والشيطان سواء .
بل كونوا مفاتيح للخير، مغاليق للشر.