بقلم /د.عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان

 في كلِّ يومٍ لنا في الحياة تجربةٌ، وخبرةٌ، وموقفٌ، والحكيمُ من استفاد من تجاربِ يومهِ، وخبرات أمسهِ؛ لينعمَ بالراحة في غدهِ، والحكيمُ كذلك ليس الذي يتعلم من تجاربه فقط، وإنما من تجاربِ الآخرين أيضا، ووفقا لهذه القاعدة كتبتُ هذه الكلماتِ وعَنْوَنتُها ب (علَّمتني الحياة)، عساها تنيرُ دربك وتعينك في هذه الحياة، ومنها:  

 درِّبْ نفسَك على التسامح، والتغافل والتغاضي، والصبر والاحتساب، دعها ترى الجميل فتشكر، وتبتعد عن سوء الخلق وسوء الظن، ولتتعبها بتتبُّع العثرات والزلات، فرحمةُ الله تعالى وسعتْ كلَّ شيءٍ، فدع الخلق للخالق سبحانه وتعالى.  

 تأكد:  

 أنَّ أقربَ الناس إلى محبة الله تعالى هم أكثرُهم توبةً واستغفارًا.  

 وضع أمام عينيك:  

 إنه لا قيمةَ للدنيا بغير قلبٍ مُتَعَلِّق بالله العلي العظيم، يلجأ إليه سبحانه وتعالى عندما يحزن، ويحمده عندما يفرح، ويعود إليه إذا أذنب، ويشكره على كلّ حال، فقلبه مطمئن البال هادئ الطباع، وواثق من نعم الله تعالى عليه. 

 ولا يفوتك: 

 أنَّ أعظمَ مصائبِ الدنيا أن يموت خوفك من الله تعالى، والظالم لا يفكر إلا في الحياة الدنيا، ويسعى فيها سعي الأسود في البرية، ولا شك أن سعيه فيها إلى طريق مسدود.  

 واحرص: 

 على أن تدوم سيرتك طويلا بعد الممات، وأجملُ السيرِ أن تكون حسنةً طيبةَ الأثر والسمعة. 

 و: 

 ‏‌ تأكد أنَّ المخلص يضيء قلبه، ويكون لسانه شديد الفصاحة، فهو مؤمنٌ في ربه، واثق بنفسه. 

 واعلم أنَّ البيان المرفق بالأدلة الصحيحة يجعل المستمع يسمع كلامه، ويقتنع بتصرفاته وأقواله وأفعاله.  

 وفي حياتك الدنيا: 

 ستمرُّ برحلات عديدة ما بين تجربة سعيدة، أو فشل، أو نجاح، أو تحقق هدف، أو إحباط وتكتشف أشياء كثيرة ومتنوعة، ويجب عليك دائما أن تركزَ على تصرفاتك، وتأخذ برأي أهل الاختصاص.  

 ‏احرص على ما تكتب، أو ترسل، أو تحدث، واسأل نفسك هل سيبلغ الآفاق علما وفضلًا؟ أم سيذهب أدراج الرياح، وليكن أمامك قول الله تعالى سنكتب ما قدموا وآثارهم.  

 وكلما زاد شعور تربية الله تعالى لك في كل موقف تمر به، كلما زاد إيمانك ويقينك بالله العلي العظيم قويا. 

 وكن: 

 أحسن الناس، هدفُك رضى الله تعالى، حافظ على سلامة عقلك، واحفظ قلبك من الحقد والحسد والغل والكراهية تنلْ أجرا عظيما في الدنيا والآخرة.  

 وتأكد أن: 

 من يعمل الخير والعطاء لوجه الله تعالى، لن يندم ويحزن عندما يظهر الناس له الخلاف والنكران والإساءة. 

 تلك هي بعض نصائحي إليك أردتك بها لتسعد، وجهتها إليك لترقى، قد يلامس بعضُها شغافَ قلبك فتؤمنُ بها، وقد يمرُّ بعضُها على فكرِك مرورَ الكرام، فاستفدْ مما يناسبُك، وتغافل عما لا يفيدُك، فالتغافلُ ثلثُ العقل كما يقولون. 

 ولنا موعدٌ قريبٌ – إن شاء الله تعالى- في مقالٍ قادم، ونسعد بأي ملاحظة، أو توجيه.