بقلم /أسرار مدخلي

كانَ المقهى هادئا بشكلٍ رهيب 

و موسيقى تستفزُ وجعي بشكلٍ مُريب. 

كان الشعور يشبه الوقوع في الحب لأول مرة. 

أنفاسي ترتطم ببعضها و عيني تجولُ في كل زاوية.

كل الأشياء كانت هادئة إلّا قلبي 

قلبي ثائرٌ بالحنين. 

قلبي صاخبٌ بالأنين. 

و ما كان عليَّ سوى أن أجعل هذا الحنين يتقاطر على الورق قطرة قطرة، دمعة دمعة. 

فتجتاحني حيرة قاتلة حينذاك

حيرة بينَ ما يجوزُ لي كتابتهُ و ما لا يجوز. 

فأخاف أن أكتب كل شيء و أخسر كل شيء 

كيفَ أرضى أن أكونُ شيئا بعدما كنتُ كل شيء؟ 

منذُ أن رأيتك أول مرةٍ وأنا أشعرُ بنشوة الغَرق. 

ربما كان حينها الموتُ بمحاذاتي، 

لكن رغبتي في الغوص فيك كانت جامحة.

منذُ أن رأيتكَ و أنا أتدفّق بالمشاعر الشاهقة

و كأن الكونَ كلهُ يدفعني لبحر عينيك ولم أشبع مازلتُ أشعرُ بالعطش.