بقلم /مريم سفياني

هل ينفع أن نحضر فيديو ١٥ أو ٢٠د في موضوع ما؛ يشكل لنا أهمية للنمو الشخصي أوالمهني، ونقول بعدها أننا أخذنا أوأنجزنا دورة تدريبية أوأن معلوماتنا عن هذا الموضوع =أو تكافئ معلومات الأشخاص الذين حضروا دورة بنفس الموضوع مثلا؟

هل يتساوى من قرأ مقال بموضوع إداري مثلا بشخص قرأ كتابا عن نفس الموضوع؟

لاحظت مؤخرا أن هناك خلط أو عدم تفريق بين نوع المعلومات والفوائد المتحصل عليها من المحتوى المنشور بالسوشال ميديا وبين المعلومات المقدمة من خلال محتوى الدورات التدريبية.

فالبعض هذه الأيام عندما يحتاج أو يرغب بتطوير نفسه وتحديث معلوماته في مجال معين أول شيء يتبادر إلى ذهنه هو البحث بالسوشال ميديا وجمع معلوماته من هناك، وهذا لسبب بسيط هو سهولة الوصول إلى عالم و محتوى السوشال ميديا فهو متاح بالمجان وفي كل وقت، بدون إجهاد النظر في البحث بالكتب واصطياد المعلومات بين السطور أوحتى قيود التسجيل أوالدفع والالتزام بمواعيد وحضور..الخ، كما يحدث في حال اختار شخص ما حضور دورة تدريبية!،

وحقيقة هذا ما يفعله معظمنا إن لم يكن الجميع، ولكن هل المعلومات التي نجمعها ونتخطفها من هذه المنصات أوصانعي محتوى الميديا توازي تلك المقدمة في الكتب أو الدورات المتخصصة التي يعدها المختصين؟

وهل هناك فروق أو اختلافات بين مهنية المدرب وصانع المحتوى التدريبي، وبين مهنية صناع محتوى السوشال ميديا مثل اليوتيوبر مثلا؟

طيب هل كل صانع محتوى مؤثر وملهم على السوشيال ينفع أن يكون مدربا؟

الآن نعكس السؤال هل كل مدرب ينفع أن يكون صانع محتوى ميديا؟

ماهي المهارات التي يجب أن يكتسبها صانع المحتوى على السوشيال ليكون مهنيا ومتخصصا؟

وما هي المهارات التي على المدرب اكتسابها ليكون صانع محتوى سوشيال مهني مؤثر؟

هذا ما يجب أن يفكر فيه كل صانع محتوى في هذا العصر.

لاحظت مؤخرا لدى البعض؛ أنه أصبح هناك خلط بين مهنة ووظيفة المدرب وصانع محتوى الميديا، كما أنه خُلط بين عملية صناعة محتوى التدريب وعملية صناعة محتوى الميديا، فالتدريب بمعناه الصحيح عملية شاملة متكاملة المحتوى والأركان تتناول المعارف بشكل مركز وتهدف إلى تحويل تلك المعارف إلى مهارات نافعة بواسطة تدريبات مكثفة، كما أنها تهدف إلى إشراك المتدرب في عملية التدريب وتقيس أبعاد التأثير القبلي والبعدي واللازم لعملية التدريب، وإن فُعِلت أدوات التدريب بشكل صحيح وتقني سنجد أن التأثير من الموضوع التدريبي يمتد ويتسع لدى المتلقي إلى سنين وربما عمر، وبالذات إن سبق عملية التدريب استهداف جيد وتحليل احتياجي دقيق.

بينما صناعة محتوى الميديا تركز على موضوع بعينه وجمهور عام، أي يحصل الكثير من الإيجار والاختصار المتعمد لمراعاة الوقت الذي قد لايتعدى ١٥_٢٠د.

يعتمد صانع المحتوى فيها على التأثير وقوة جذب المؤثرات المستخدمة سواء صوتية أو الفيديو الاحترافي، وأيضا على أسلوب الفكاهة والارتجال للمحتوى وقد يتكلف كثيرا ليصيب هدفه القوي وهو إدهاش الجمهور أولا ثم تقديم المتعة على المعرفة فيعد محتوى بطابع موجز وترفيهي مُتكلِف ومكلف بنفس الوقت. ولاننكر أبدا أن هناك من صناع محتوى الميديا من خدموا المجتمع بتقديم محتوى هادف ومعالج وملهم كذلك ولكن لا نغفل عن أن المحتوى المختصر والموجز لايقدم المفاهيم بشكل شامل ولا يتدرج في تقديم المعلومات ولا يقيس أثر المحتوى المقدم أو حتى يهتم بخلق تواصل فعال مع الجمهور أو يدرس ويلامس احتياجهم الفعلي، لذا تظل صناعة محتوى الميديا مشروع غير مكتمل الأركان وربما فرعي، من مشروع أكبر وأشمل وهو صناعة المحتوى التدريبي.

أخيرا لدي سؤال هل التدريب التقليدي والمؤسسي بقوانينه ومنهجياته القديمة، سيثبت في عصر السوشال ميديا على تلك القواعد والمنهجيات أو راح” يسشول! ؟