بقلم /إبراهيم حكمي

لطالما ولّت مملكتنا الحبيبة اهتمامات واسعة وكبيرة لجميع مناطق المملكة ليتنعم المواطن السعودي ويفخر بما يقدمهُ لهُ هذا الوطن المعطاء الذي لم يبخلَ على مواطنية بنعمة العيش الكريم والرفاهية والأمن والأمان بفضل الله ولنا في أزمة كورونا خير مثال قدمته السعودية للعالم وكان مثالا وشاهدا على أن يكون الوطن ذلك الحضن الدافئ الذي لن تجده في أي بقعة من بقاع الأرض إلا في أرض الحرمين الشريفين حفظ الله قيادتها الرشيدة.

ومنذ أن وطأت قدما الملك الراحل والمؤسس عبدالعزيز رحمه الله تراب هذا الوطن قدمَ مشاريع تنموية كُبرى تنافس دول في ميزانيتها كل ذلك لتذليل الصعاب وتوفير الفرص الاستثمارية والوظيفية لسكان المملكة.
كشركة الزيت العربية السعودية (أرامكو) التي بفضل الله ثم الملك عبدالعزيز جعل من منطلق تلك الشركة إستراتيجية ورؤية ثاقبة نحو المستقبل في جعل المملكة في مصاف الدول المصدرة للنفط إن لم تكون الأولى تصديرا وصناعة للنفط ومشتقاته.
واتخذ من موانئ المملكة المتوزعة على أطرافها الشرقية والغربية مركز الانطلاق نحو العالم لاستقبال المواد التجارية والمشتقات النفطية ذهابا وإيابا بل وتسهيل وصول الحجاج القادمين عبر البحار .
كل ذلك جعل المملكة لها مكانة عالمية ذات أهمية اقتصادية ودينية وسياسية وقوة عظمى في منظمة التجارة العالمية.
وتحقيقا للنجاحات المتوالية في المملكة في ظل التقدم العمراني والتجاري والصناعي وقد تعتبر في يومنا هذا ثورة جديدة للمملكة في ظل تواجد الأمير الطموح ولي عهد المملكة محمد بن سلمان نحو جعل المملكة مركزا حضاريا وعالميا بل وشريان لانطلاق التجارة العالمية عبر الموانئ البحرية والخطوط البرية المعبدة التي تتصل بدول الخليج العربي.
وعلى الصعيد التجاري في التقدم العمراني المذهل يراقب العالم بأكمله انطلاق المدن التي لم يسبق لها مثيل كمدينة نيوم و ذا لاين

وها هي جازان اليوم تزدهر بإطلاق مينائها الذي سوف يكون محورا مكملا لمحاور الموانئ البحرية في المملكة وتقع جازان في موقع استراتيجي بالنسبة للموقع الجغرافي لكونها قريبة من بحر العرب الذي يمثل ما نسبته 15٪ من طرق النقل البحري عالميا ويعد ميناء جازان فريدا من نوعه كونه يطل على البحر الأحمر وبالقرب من ثالث أكبر المحيطات المحيط الهندي
وقد أطلقَ فعليا مساء يوم الأربعاء ميناء مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية ويحتوي الميناء على رصيف حاويات بطول 540 مترًا وطاقة استيعابية تصل أكثر من مليون حاوية في السنة، ورصيف بضائع عامة بطول 190 مترًا ورصيف المواد السائبة بطول 350 مترًا، بالإضافة إلى استقباله ناقلات النفط العملاقة برصيف المواد السائلة والخاص بمصفاة شركة أرامكو.
ولضمان تطبيق أعلى المعايير العالمية في تشغيل الميناء، تم استقطاب شركة “هاتشيسون” للموانئ لتشغيل الميناء والتي تصنف ضمن أفضل 5 شركات عالمية من حيث عدد الحاويات التي تمت مناولتها وكذلك تواجدها في أكثر من 53 ميناء في 27 دولة حول العالم .
وتتنوع منطقة جازان في طبيعتها كونها بيئة خصبة للزراعة وتشتهر بزراعة البن والمانجو وسيوفر ميناء جازان تسويقا مهما للزراعة في المملكة ويسهل وصول المنتجات الزراعية السعودية لشتى دول العالم
حفظ الله قيادتنا الحكيمة ووفقها الله لإنجاح مشاريعها المنتظره في ظل رؤية 2030 الناجحة التي يوما بعد يوم ترى النور والضياء المشرق.