بقلم /ليلى محنشي

موضوع أخذ مني الكثيييير من الوقت والتفكير والبحث 

فقد قال لي البعض أن المعنى الأقرب لسقوط الأقنعة هو أن القناع لا يسقط الإ عندما ينتهى الكذب عند ذلك الشخص وأخبرني آخرون بأن القناع لا يسقط إلا عندما ينتهي التزييف والخداع ونصل إلى الحقيقة التي سعينا بالبحث عنها وتوصلنا إلى نهايتها فحينها فقط سيسقط القناع ويوضح الوجه الحقيقي لذلك الشخص

لم تكن لكلماتهم إلا أن زادتني حيرة هل هناك أشخاص بحياتنا يرتدون فعلا هذه الأقنعة ..؟! وإذا كان الجواب نعم .. فلم؟ وما الذي جعلهم يرتدونها ..؟!

ولكن بعدما بحثت وأطلت التأمل بأفعال من هم حولي وطريقتهم بالتعامل ليس معي فحسب بل في مواقفهم اليومية صدمت فعلا بحديثهم فلم أستطع إلا أن أصيغ سمعي لهم وكأنني لا أعرفهم فقد ذهلت فعلا وكدت أن أقول لهم من أنتم فأنا لا أعرفكم ..

نعيش في هذه الحياة معتقدين أن الجميع فيهم الخير وأن قلوبهم تشبه قلوبنا وأننا سنكون عونا لبعضنا وسنقدم كل ما بوسعنا لننير عتمة منانطفأ عنه النور بسبب الخذلان الذي عم أرجاء روحه ولكن صدمنا به فعندما جعلنا روحه ترى النور من جديد قابلنا بالنكران 

ليس هذا فحسب بل أنه أذاقنا من نفس الكأس الذي سقي منه 💔

“سقوط الأقنعة” هي حقيقة لا نستطيع أن نصل إليها بسرعة البرق بل قد تستغرق منا وقتا طويلا ومواقف عديدة لنكتشف تلك الحقيقة المخبأة خلف تلك الأقنعة وعندما تظهر الأوجه الحقيقية سنتوجع كثيييرا ونندهش جدا من قوة الاتقان بالتمثيل الذي قام به أولئك الأشخاص

الذين تعاملنا معهم بصدق النوايا وطيب الأصل ولكن كانوا جديرين بفن الخداع فقد أوهمونا بأنهم الروح الثانيه لأرواحنا وأنهم المتنفس والسند والأمان لنا ولكن كان هذا مجرد وهم أرادوا به إقناعنا ليكسبون وجودنا 

ومن خلاله طمعوا كثيرا بمعرفة طريقة تفكيرنا وما هي أهدافنا وإلى أين نريد ونطمح أن نصل لم يكن هدفهم الوقوف بجانبنا بل كان مبتغاهم أن يضمنوا ثقتنا بهم ليتسلقوا على أكتاف طموحنا للوصول إلى ما نسعى إليه 

فقط ليثبتوا لنا أننا ليس لنا الحق في هذا المكان أو بهذا النجاح وإنه ليس لنا حتى الحق في التفكير من الأساس بالوصول لهذا السقف العالي من الطموح وأنهم هم الأحق منا بالوصول وتحقيق هذا الأمر

هنا فقط سنقف عاجزين أمام الوجوه الجديدة التي نراها ونسأل أنفسنا هل هذا هو نفس الشخص الذي أمناه على أصغر تفاصيلنا ووثقنا به ثقة عمياء ..؟!

أم أن طيبة قلوبنا وصفاء أرواحنا كانت بمثابة غطاء أو غشاوة على أعيننا لتمنعنا من التعرف عليهم وفهم حقيقتهم التي خبؤوها خلف ذلك القناع البرئ الذي أسرنا بطيبته وصفاء روحه 

جميعا نعلم ولدينا يقين تام أن هناك أقنعة متواجدة على أوجه من حولنا وأننا سنكتشفها يوما ما ولكن الذي لم نتوقعه أن الأقربون منا هم من تميزوا بهذا الفن 

الذي كان بمثابة مسلسل حلقاته متقنة ومخطط لها سواء طا تلك الحلقات أم قصرت حتما سنصل معهم إلى الحلقة الأخيرة التي استطعنا فيها كشف القناع وإظهار الوجه المخبأ وراء ذلك القناع …

سأكتفي بهذا القدر من الحديث عن أصحاب هذه الأقنعة المزيفة والتي لن تقدم لنفسها شيئا فكيف ننتظر منها أن تقدم لنا شيئا بخلت في تقديمه لنفسها التي هي الأحق به منا

أما الآن سأتحدث عن أقنعة أخرى بعيدة عن الخبث والتزيف والخداع أقنعة وضعت لكي يكمل مرتديها حياتهم بسلام ونقاء بعيدا عن شفقة من حولهم 

جمال الأقنعة هي تلك التي تخفي طاقتها السلبية بداخلها لتكون بجانبك وتتظاهر بخلو روحها من الألم فقط لتنثر الإيجابية التي فقدتها بروحها على أرواح من حولها متيقنة بأنها ستلتقي بكلمة ما ترمم قلبها ذات يوم ضمن الكلمات التي تقدمها للغير 

وقد تكون الابتسامة المزيفة أيضا قناع ولكنه أعظم قناع قد يستخدمه البشرية وأقواها فهنا أنت ستبتسم وسترسم الابتسامة على ثغر من حولك وتكسب ورائها أجر صدقة تلك الابتسامة وأجر صبرك على قوة تحملك للوجع الذي خبأته خلف هذه الابتسامة 

وماذا علي أن أقول عن قناع التباهي بالقوة والنسيان والتجاهل الذي نقنع فيه أقرب الناس لنا كي نريح قلوبهم من الهم والخوف علينا نعم أنه أنقى قناع يجب أن نرتديه عندما نود أن نزرع الطمأنينة في قلوب من أحببناهم ونجعلهم يصدقوا كوننا بخير وأننا لا نتوجع لكي لا نكون سبب لوجعهم 

وقد يكون للحب قناع أيضا فعندما يخفي الشخص المحب مشاعر الاشتياق والغيرة على محبوبه لأجل أنه لا يريد أن يخسر ذلك الشخص فهذا أوجع قناع لا يرتديه إلا أصحاب القلوب الجميلة والصادقة.