بقلم / حسن بن محمد العبسي

في ليلة مقمرة، الجو لطيف، والهواء عليل، والقمر يرسل أشعته الذهبية على أرض منبسطة فيحصل عناق حار بين أشعته وحبات الرمال. يذكرنا بلقاء العاشقين، ولهفة الغائبين، ولوعة المحبين، فيضفي على روحك الحنين، وتسرح بخيالك إلى آفاق بعيدة، وتطلق العنان للفكر، فتشعر بنشوة العاشقين، وتمتطي صهوة الخيال، وترنو إلى عالم من الرومانسية التي تحس أنها كالنهر الرقراق، عند لقاء العشاق، فيتمنى الإنسان لو أنه شاعر فينظم القصائد العصماء، ويصف تلك المشاعر التي تتململ في ذواتنا وكأنها مارد يخرج من قمقمه، لينطلق في فضاءات رحبة، وعالم فسيح، فتسعد الروح وتجود القريحة، ويصفو الذهن، وتتوالى العبارات تترى، في وصف ذلك الشعور الذي ينقلك إلى حالة لا وعي بما حولك من المحسوسات، فتحلق بخيالك وتعيش لحظات وردية تسبح في هذا الكون الواسع حتى يدور في خلدك ألا تعود للواقع. فتمتطي صهوة جواد الخيال وتمضى تعانق السحاب، وتحتضن القمر، وتلثم مبسم النجوم، فما أعذب السمر في ليالي القمر !!.