بقلم/ حسن بن محمد العبسي

الحسد…. آفة خطيرة، وجريمة كبيرة، أول جريمة قتل في تاريخ البشرية كان باعثها ومحركها داء الحسد وذلك عندما حسد قابيل أخاه هابيل فقتلة فأصبح من النادمين. والحسد يمكن تعريفه، بعبارة موجزة، جامعة مانعة: هو(تمنى زوال الخير عن الغير ) والعرب تقول: الحسود لا يسود. وقال بعض السلف: لا يخلو جسد من حسد. 

لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله

وقال آخر:

اصبر على كيد الحسود

فإن صبرك قاتله

كالنار تأكل بعضها

إن لم تجد ماتأكله

ويصاب الحاسد قبل المحسود بخمس عقوبات: سخط الرب، وغم لاينقطع، ومصيبة لا يؤجر عليها، ومذمة لا يحمد عليها، ويغلق عنه باب التوفيق. والعاقل الحصيف ينأي بنفسه عن هذا الداء العضال، وينطلق من مبدأ قوله عليه الصلاة والسلام: ((لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه)) ويعلم علم اليقين بأن الأرزاق مقسومة، والأنفاس معدودة، فيرتاح ضميره، ويهدأ باله، ويطيب عيشه، ولو لم يكن الحسد آفة، لما أمر الله جل جلاله، نبينا بالاستعاذة من شر الحاسد فقال: ((ومن شر حاسد إذا حسد)). والحسد يمحق الحسنات ويأكلها يقول عليه الصلاة والسلام: ((إياكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)) اللهم طهر قلوبنا من الحسدوجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر. اللهم آمين.