بقلم / د. عبدالله عشوي
في اليوم العالمي للشعر ..
( الشعرُ و أَنـا ،، )
يا شعرُ أنتَ فَتَقتَ نُطقَ لِسَاني
حَتَّى استقامَ، و لن أقولَ كَفَـاني
آتيـكَ مَحـزونا فَتفتــحُ للـرؤى
بَـابَ الخيــال، أبثُّـهُ أشجـاني
فأصـوغُ مِنـهُ قَصَـائدا لِحبيــةٍ
و قصائد أُخـرى عنِ الطُّـوفانِ !
و أَثـورُ حينــا دونَمَـا أنْ أرعــوي
فأخافُ من شعري و من شيطاني
يا شعرُ مَـاذا أنتَ في وِجَدانِنـا!
تَمـضي بِنَـا في عـالمِ التَّيَـهانِ
و تعيدُنا للضّـادِ نَسـبُرُ غورَهـا
بقداسـةِ الإعجـازِ في القُـرآنِ
متذوقٌ لنداكَ مُنـذُ طُفـولتي
بفصاحةٍ، و بلاغـةٍ، و بَـيــانِ
و أهيمُ في صورِ البديعِ و سجعِها
و بدقــةِ الإيقــــــاعِ في الأوزانِ
فإذَا خَرجتَ عن البحورِ و عزفِها
أحسستُ أنَّكَ لم تَعُــدْ بأمـــانِ!
فلأنتَ أجمــــلُ لوحـةٍ فَنيَّــةٍ
بقيتْ تُتـرجمُ بُعـدنا الإنسـاني
فلكم رفعتَ من القديمِ قَبيـلةً
لبستْ نسيـجَ مَديحكَ الفتَّـانِ
وتركتَ أُخرى بالهجاءِ وَضيعـةً
حَـتَّى و إِنْ رَكـنتْ لِذي سُلطَـانِ
وسمقتَ في غزلِ الأحبةِ مُبهِرا
بخرائـدٍ تَختــالُ في الأذهـانِ
أسرتْ قلوبَ العاشقينَ ولمْ تَزلْ
طَـرَبا، يُـديرُ رؤوسَـهم بأغَــاني
و لَكمْ حَفظـتَ لأُمـةٍ تاريخَـها
و مآثـرا، رغـمَ الزّمـانِ الفَـاني
فاسلَمْ ودُمْ في كل عصرٍ خَالدا
كخُـلودِ صـوتٍ صَــادحٍ بأذانِ
+ أضف تعليق