حسن مفرح المالكي

هذا التعبير وبهذه اللغة وبنغمة طربية يصرح (خميني بريدة كما أسموه) من دولة قطر ، ومن ملتقى النهضة بالتحديد ، بأن العمل نحو التغيير لن يتوقف ،ولو توقف ظاهرا فإن العمل تحت الأرض سيستمر ، وصدق في ذلك ؛ لأن هذا التصريح هو سمة التنظيم الإخواني ،حيث كان يعمل هذا التنظيم بسرية تامة، و بتكتيك يتكيفون من خلاله مع الأحداث التي تواجهها الجماعة .
فهم اصحاب منهج خفي يتوقد تحت الرماد ، ويسير بطريقة شرهة في توسيع القاعدة الجماهيرية ،وشحن العقول ،وإحداث الفجوة السحيقة بين الحاكم والمحكوم .
مستغلين كل فرصة مواتية سواء سياسية ،او اقتصادية ، أو اجتماعية ؛لتجفيف منابع الهيبة والولاء بين القادة والشعوب ،وهذا هو مبدأ التخلية عندهم .
فإذا خلت وفرغت قلوب الشعب من المحبة لولاة الأمر ،أو تزعزعت الثقة ،إنبروا للتهييج باسم الحريات والحقوق ورفع المظالم والمساواة .
كما كنا نشاهد من وقت ليس بالبعيد في كثير من الهاشتاقات والوسومات على تويتر مرة (الراتب مايكفي) ، وثانية مع كل مرة تصدر فيها ميزانية الدولة (خيرنا لغيرنا) ، وثالثة بالدعوة إلى (الديمقراطية )، ورابعة باسم (توزيع الثروة) ، وخامسة بـ (البطالة) ونحوها … وهلم جرا .
والعمل تحت الأرض في حد تعبيرهم ؛ الظاهر من وضع التنظيم الحالي لاسيما مع ظهور وسائل التواصل أنه صار منهجية لاتكتيكا ، يتخذ من السوشل ميديا جبهة للحرب الباردة ،والقوة الناعمة المؤثرة ،وتجييش الشباب وغيرهم تحت معرفات وهمية، والطَّرق الحثيث على وجوب التغيير ،وانتزاع الحكومات ، فلم يعد -العمل تحت الأرض -تكتيكا تستتر به الجماعة حال الخطر ، كما كان الحال في المراحل الأولى للجماعة .
كما ينبغي أن يعلم أن من التكتيك المهم في تاريخ الجماعة جعل الأعضاء على فريقين ،فريق يمارس المهام الحركية بجميع مايلزم ،وعلى طبيعتها الحقيقية، من عنف وتمرين وتدريب متعدد في شتى المجالات ، يؤدي العضو بذلك رسالة المرشد العام بكل جلاء ووضوح ،وهذا هو العضو المحترق في سبيل تحقيق الأهداف .
وفريق آخر يظهر وكأنه ضد الجماعة ،ولكن له مهمة الترقي والصعود والتقرب من الحكومة ،حتى يكون كتفا بكتف ،وكفا بكف مع القيادة ،وتكون مهمته إماتتة أوامر القيادة ، حتى تصل إلى الشعب في أضعف صورة ، وأهزل لهجة ، فتقابل بالاستهجان والتقييد على الورق، ثم حفظ الأوامر في الدوسيات والرفوف من غير تفعيل ولا اكتراث ، كما أن هذا العضو من جهة أخرى يقوم بامتصاص غضب الحكومة ، وتهوين الأمور حينما تصدر التصرفات العنيفة من فريق العمل الذي يمارس المهام الحركية ، ويُسَكِّن الأمور بعبارات سمعناها عندما حصلت التفجيرات ( هؤلاء أباؤنا ، لا بد أن يسمع منهم ، لا ينبغي مواجهتهم بالمثل ، اجتهدوا فأخطأوا ، تحقق مطالبهم ) .. وهكذا .
والواقع الذي يراه كل عاقل ومهتم ببلده ، أن الدولة تنبهت لكل أولئك ،وضربت بيد من حديد نسأل الله لها العون والتوفيق .
غير أنه ينبغي الحذر من هذا التنظيم ،لا سيما وقد نحا اليوم منحا خطيرا ،حيث اتجهت اذرعته وخلاياه النائمة في بعض مرافق وإدارات الدولة نحو المرأة، ولو على الأقل لتغييبها عن الواجب تجاه دينها وولاة أمرها ،فلا نرى عناية بتصحيح الفكر ،والتحذير من الجماعات المتطرفة كالإخوان والتبليغ في مدارس البنات كما نرى في مدارس الأبناء ، وإن حصل فبكلام عام عائم ذو حدين لا يسمن ولا يغني ، فتجييش المرأة رأيناه بجلاء في المدرسة اللبرالية ، وهو كذلك في التنظيم الإخواني ؛ لأنهما وجهان لعملة واحدة ،فقد رأينا ( خميني بريدة )وغيره في ملتقى النهضة، وأكاديمية التغيير ،وصناع الحياة ، يلتقي بالشباب والشابات من كافة الدول الخليجية، وعلى حد سواء و يناقش الهندسة النظرية والتطبيقية للتغيير .
فأقولها لله ثم للتأريخ الحذر الحذر من مظاهرات مليونية نسوية قد تخرج ولو على المدى البعيد ، اللهم احرس بلادنا وعقيدتنا ورد كيد الخونة بينهم واجعل تخطيطهم تدميرا عليهم يارب العالمين .
والله من وراء القصد .