عمر أحمد

نشأت مثلي مثل أقراني في كنف والداي اللذان ظلَّا يسعداني طيلة تواجدي معهما.. لقد كان أبي كبيرًا في قومه وله شأنه ومكانته حيثُ كان رحيله فاجعةً قوية على جميع من عرفه الصغير والكبير .

كنتُ صغيرًا وأنا أعيش ما بين المدلل حينًا وبين الحزم أحيانًا فقد كان يمازحني ويلاطفني في الأوقات التي يمارس فيها العطف والحنان الأبوي والحزم في أوقات حينما يستدعي فيها الشدة والضرب على اليد .

أبي لقد تركت حزنًا عميقًا في نفسي لأن الفراغ العميق الذي حدث بعدك لن يملأه أحد غيرك كنت السند والعضيد والحنان الذي لامسته بين جنبيك لا عوض عنه.

إنني لازلت أتذكر حين متابعتي لخروجك زائرًا صديقك إلى هذه اللحظة وكيف كان لبسك للغترة خارج البيت ولم تأتِ بعدها إلا محمولًا على الأيدي تلك فاجعة باقٍ أثرها إلى هذه اللحظة ولازلت أتجرع مرارتها .

أبي.. خنقتني العبرات وحالت دون إكمال مافي داخلي واقتصرت كلماتي على هذه الأحرف البسيطة التي كتبتها بعد مرور وقتٍ طويل لرحيلك ولكنها جاءت بعد حنين لتقبيل يديك حين الخروج من صلاة العيد وكم كنت أتمنى استمرارها!!

مرارة الحزن على رحيلك جعلتني أفتقدك وأُمنِّي نفسي بآمال لقياك لأعيش مرةً أخرى بين أكناف أحضانك ولكن؛ هذه أقدار الله ولابد لنا أن نُسلِّم بها.

رحمة الله تغشاك وفسيح جناته تتلقاك يا أبتاه..

لا أقول وداعًا ولكن أسأل الله العظيم أن نلتقي في جنات النعيم بإذن الله.

جانب لا أنساه من حياتي ✍ عمر أحمد