علي احمد معشي

ونحن نتابع مجريات اجتماع قادة الدول العشرين عبر الأقمار الصناعية بقيادة المملكة في الظرف الدقيق الذي يعاني منه العالم اليوم بعد أن دعت لعقد هذا الاجتماع في مبادرة ايجابية رائعة توقيتاً ومضموناً وادارة للقاء باحترافية عالية وأداء فائق الجودة لانقاذ العالم من الأزمة العالمية التي تجتاحه بأكمله وتهدده في أغلى ما يملك وهو الإنسان وصحة الإنسان وما يتبعها من تداعيات خطيرة جداً من نواحي اقتصادية وأمنية واجتماعية في الوقت الذي بدأت انهيارات خطيرة على مستوى العالم للكثير من الأنظمة والعجز التام أمام جائحة كورونا الخطيرة ومنها الاتحاد الأوروبي وكثير من الدول الغربية والشرقية فضلاً عن بعض الدول العربية مما تسبب في قلق العالم من تدهور الاقتصاد بعد أن أوشكت الشركات العالمية العظمى على الإفلاس، وبدأت* تطالب بالقروض من البنك الدولي والبنوك المركزية لدى بلدانها وهو الشيء الذي قد يقود لا سمح الله لانهيار الأمن وانفراط اللحمة الاجتماعية نتيجة القلق والخوف من نقص مستلزمات الحياة وخاصة الدواء والغذاء .
والحقيقة أن المخاوف تتزايد عالمياً من انتشار المرض بشكل أكثر مما يتطلب توفير امكانيات هائلة لتغطية الاحتياج من الأدوية واللقاحات ومستلزمات الوقاية وأجهزة الكشف عن المرض .
وتأتي دعوة المملكة لعقد اجتماع الدول الاقتصادية العشرين كمبادرة استباقية لايجاد الحلول وطرح مبادرات العمل الجماعي المشترك والقيام بأدوار إيجابية لمساعدة الدول المتضررة ذوات الاقتصاد النامي والتي أصبحت بؤر خطيرة لانتشار المرض وتزايد عدد المصابين وخاصة في المراحل القادمة .
ولعل ما توصل إليه القادة العشرون في بيانهم الختامي الذي وعد بالالتزام بالعمل معاً لايجاد الحلول لهذه الأزمة وايقافها بإذن الله ومساعدة الدول المتضررة للوقوف جميعاً في وجه الأزمة وعودة الحياة لطبيعتها بل والعمل على دعم المجال الصحي والبحث العلمي لتجنب كوارث مستقبلية مشابهة والحفاظ على صحة الإنسان واستمرار النمو الاقتصادي والاجتماعي والعيش بسلام .
وكلنا فخر ببلدنا الذي يثبت لنا وللعالم في كل مرة وفي أحلك الظروف أنه بلد حضاري يتمتع بقيادة عظيمة جعلت من الإنسان ثروتها الحقيقية وأولى أولوياتها ولم تقايض به أمام اقتصادها وميزانياتها بل بذلت كل جهدها وجعلت كل مقدراتها في سبيل انقاذ الانسان على أرضها وفي العالم أجمع وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على القوة في أبهى صورها قوة في الايمان وقوة في الاقتصاد وقوة في السياسة والإدارة .
فهنيئاً لنا وللعالم بقيادة متمرسة ناجحة عبر مسيرتها الطويلة وخبرتها الكبيرة في إدارة الأزمات والكوارث بنجاح مستمدة العون من الله تعالى ومن قوة ترابطها وتماسك شعبها ومتانة علاقاتها بدول العالم .
نسأل الله أن يجنبنا والبشرية جمعاء كل سوء وضرر .