مشاري الوسمي

في مدينتي الحياة صاخبة ، خطوات الناس عجِلة ، أنفاسهم سريعة وكأنهم يركضون ، وجوههم تكسوها تعابير متغايرة، منها القلقة وأخرى حائرة ، والأغلب جامدة قتلها الروتين .

في كل يوم نفس الطريق مع وجوه جديدة وأحيانًا مكررة ، لنا نفس الغايات والطموح ، كلٌ منا له طريقته في الصعود والصمود، في وجه عوائق الحياة وتخطي نوائب الدهر.

يمضي يومي وكأنني أتأمل الناس وأكتب عنهم ، تلهيني قصصهم ، ضحكاتهم ، أسلوبهم في التعامل مع مصاعب يومهم.. منهم الحالم ، وبعضهم المتخاذل ، والأغلب قرر المضي وترك الحال على ما هو عليه لحين ميسرة.. رغم أنني أعيش بينهم ومنهم ولا أكون إلا بهم، لكن تستوقفني كثيرًا أحوال الناس وأقوالهم ، صدقاً تبهرني طريقة تعاطيهم مع مشكلاتهم والدوران حول حل لأزماتهم.

كيف لهذا العقل متشابه التركيب في أدمغة البشر أن يوجد كل هذا الاختلاف في الفعل وردة الفعل؟
لو وضعنا اثنين في مشكلةٍ ما لاختلفا في حلها رغم التطابق العمري والبيئي بينهم. ذلك خلق الله فأروني ماذا خلقَ الظالمون .

هل تقف كل العقول وأجندات الدول وترسانات المليارات من الأموال والأسلحة في وجه فايروس لا يُرى بالعين المجردة؟!أهيَ حرب جديدة عدونا فيها يشبه أفلام الرعب الهوليودية يظهر فجاءةً وبدون سابق انذار؟ أَم أن موجة التخويف والتهويل التي تتبناها منظمة الصحة العالمية حقيقة ، ولابد أن أبني بيني وبينَ جاري سورًا حتى أحمي نفسي؟!..

كورونا الجديدة ، كورونا الصين.. أو بأي اسم كانت ، نسأل الله العلي القادر العظيم أن يجعلها بردًا وسلامًا تمر على البشرية كفقاعة صابون تنتفخ ثم تتلاشى في الهواء،. وتصبح من التاريخ ويُحكى عنها في فيلم وثائقي كالطاعون والجذام، فنحن البشر باقون ما بقيت الحياة وصامدون حتى يرث الله الأرض ومن عليها .

كلمة من القلب، رغم ثقتي التامة في كون وطني محمي بإذن الله وفضله،. ثم بحكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده الأمين، لكن ما أصاب الناس في الجزء الآخر من الأرض يؤلمني، ويعصر قلبي على آباءً فقدوا عوائلهم ، كيف تحولت مدن مليونية إلى مدن أشباح تسمع فيها ولا ترى؟
فاللهم ألطف ثم ألطف .

دمتم بصحة وعافية وأمن وأمان.