بقلم .. ا . حسن نسيب

كعادتها محافظة جزر فرسان كل عام ، تجدد موعدها مع زائريها لتفتح ذراعيها لاستقبال الجميع على نسائم رائحة البحر ، وتراقص أمواجه مع أهازيج الاحتفال بموسم صيد الحريد..

– موسم صيد الحريد حدث تختص به محافظة جزر فرسان ، لذا لا يمكن استنساخه في أي مكان آخر وهذا هو سر الاختصاص..
– بالطبع أن حدث كهذا يجب الاستعداد له بما يليق به وبضيوفه، لذلك فالجميع هنا على قدم وساق..

– ” أرخبيل جزر فرسان ينتفض في موسم الحريد “

– بالرغم من انفتاح جزر فرسان لاستقبال السائحين على مدار العام وبالرغم من كون مهرجان الحريد سوّق كثيراً للمحافظة ” سياحياً ” إلا أنها ما زالت فقيرة سياحياً قياساً بما تمتاز به من طبيعة خلابة وشواطئ نظيفة وبما اختصها الله عن باقي المناطق..
– أرخبيل جزر فرسان يستقبل الزائرين على مدار العام ولكن لا تجد الإهتمام بها سياحياً فعلياً إلا فترة موسم صيد سمك الحريد وكأن محافظة جزر فرسان مجرد ” سمك الحريد ” ، لذلك فهي لا تزال ينقصها الكثير..

– في هذه الفترة بالتحديد يُجلب للمحافظة ” لبن العصفور ” وبعدها تعود المطالبات لتركب على ظهر سلحفاة وهذا هو « الغَبَن »

– قرأت بالأمس خبراً لفت إنتباه الجميع وأجزم أنه لقي استهجان الكثير من أبناء المحافظة
« ٢٨ رحلة إضافية لعبارتي جازان وفرسان تزامناً مع مهرجان الحريد »
بالتأكيد أن الخبر سعيد جداً لزوار محافظة جزر فرسان وبلا شك أن المحافظة تسعد وتتشرف بزائريها ولكن لماذا لا نرى هذا الإهتمام إلا في هذه الفترة من كل عام..
بلاشك أن زيادة رحلات العبارة جاء بناء على عدد الزوار الكبير المتوقع حضورهم المهرجان وهذا منطقي ، ولكن المطالبات بمضاعفة رحلات العبارة وحل مشاكل الإبحار من فرسان لجازان لم تتوقف منذ زمن..
لنا عدة شهور والجميع يعاني أشد المعاناة أثناء التنقل من وإلى جزيرة فرسان ولا مبالغة في الوصف..
تعقيد وتأخير تحت حجة « الظروف الاستثنائية » والتي لا نجادل فيها ، حتى أصبح الوصول إلى جزيرة فرسان مكابدة ومرهق نفسياً..

– “على سبيل المثال لا الحصر ” تخيل أنك تريد السفر إلى فرسان وتحمل في يدك اليمنى جهازك المحمول ” اللابتوب ” وفي يدك اليسرى ” طلاء الجدران ” ، في هذه الحالة لا يمكن ركوب العبارة للذهاب إلى فرسان كذلك لا يمكن ركوب قوارب الأجرة..
يمنع تحميل دهان الجدران على العبارة للأمن والسلامة..
كما يمنع حمل جهازك ” اللابتوب ” على متن القارب للدواعي الأمنية..
وبين الحالتين جيش من القهر والإحباط يطبق عليك من كل جانب..

كما أنه من غير المنطقي أن استغرق ٥ ساعات انتظار وسفر على العبارة حتى أصل إلى فرسان ، يسبقها معاناة في إنزال “العفش” وإعادته ووووو تحت حجة ” ظروف استثنائية “

تحت هذه الظروف رحلة أو رحلتين في اليوم لا تكفي..
بالتأكيد أن هناك حلولاً أفضل..
بالتأكيد أن لدى غيري الكثير الكثير من صور المعاناة..
أتساءل أين اختفت هذه الظروف الاستثنائية اليوم..!!

– لماذا نشعر أحياناً أننا مهمشين عند المطالبة بأن يكون وضعنا أفضل مما نحن عليه..!؟
سأكون سعيداً جداً عندما أجد أن جميع عقبات السفر بين فرسان وجازان تذوب وتتلاشى بعيداً عن مهرجان الحريد..
لا أريد أن نشعر أن العلاقة نفعية بحته..
– لا ننكر أن هناك خدمات تُقدم لسكان المحافظة ولكنها بطيئة جداً وباهتة ولا تكاد ترى..

الانتفاض فجأة لعمل ما كان مستحيلاً عن مطالبات أبناء محافظة جزر فرسان جعل القضية مزعجة..
لا نريد أن نكتب في كل موسم لمهرجان الحريد كهذه الأسطر..

– تأكدوا أنه في الوقت الذي نردد فيه « يلا فرسان » هناك العديد من أبناء المحافظة يغادرها مهاجراً مبتعداً عن التعقيدات والمشقة..
– بالتأكيد أن المسؤول لا يملك عصا سحرية للتغيير ، ولكن يملك ما هو أقوى من العصا السحرية متى ما أراد ولنا في هذا المهرجان خير شاهد..
– غداً ينطلق مهرجان صيد سمك الحريد بإذن الله..
بالطبع سترحب جزر فرسان بزائريها..
سنحتفل ونرقص ونصطاد سمك الحريد..
وسنودع الجميع على أمل اللقاء في العام القادم وسيعود كل شي على ما كان عليه..
ولكن أخشى في العام القادم أن نكرر ما نكتبه اليوم وفي كل عام..
ربما أكتفي بتغيير عنوان هذا المقال فقط لأعيد نشره..
فلا شيء تغير سوى المزيد من « الغَبَن »