بقلم... جمعان الغامدي

كل يوم نترقب بشغف لغة الأرقام والتوزيع لجائحة كورونا والتي توافينا بها وزارة الصحة؛ ففي الوقت الذي تفرحنا أرقام التعافي المتزايدة يومًا بعد يوم  تصدمنا الحالات المؤكدة الجديدة بأرقامها المخيفة  لتعطي مؤشرًا إحباطيًّا لجهود وزارة الصحة، على قول المثل الشعبي:
(كأنك يابو زيد ما غزيت)
الدولة بجميع أجهزتها عملت المستحيل و ضحّت بالغالي والنفيس من أجل صحة المواطن والمقيم، ولم تنس المخالف ووضعت ذلك الهدف في أولى أولوياتها، واتخذت جُملة من التدابير و الإجراءات الاحترازية، وقامت وزارة الصحة بكل ما يمكن القيام به وسخرت كافة إمكانياتها وتظافرت معها جميع الوزارات؛ فقبل يومين على سبيل المثال: وزارة الدفاع تنشئ مستشفى متنقلًا سعة ١٠٠ سرير بمكة المكرمة وغيرها كثير، وتبرع رجال أعمال وأصبح العالم بأسره يتغنى بجهود المملكة العربية السعودية في ظل قيادة حكيمة رشيدة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه،
وأصبحت جهود وزارة الصحة وكذلك الداخلية حديث العالم بأسره.
ولكن هذه الجهود كان يقابلها للأسف استهتار من البعض سواء مواطنين أو مُقيمين أو مُخالفين يتبعون هواهم ضاربين بكل التعليمات وإجراءات السلامة عرض الحائط، ومن أجل ذلك صدرت لائحة قرارات للمخالفين ولكن مع ذلك مازالت الأرقام مستمرة.
وأقول لمثل هؤلاء والله إنكم مسؤولون عما تفعلون، وتذكروا قول الله تعالى:‪
(وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)
أعلم أبعاد هذه الآية ولكن سوف يسأل عن عدم طاعة ولي الأمر وعن هذه النعم التي ننعم بها، وكل من يعلم عن من يخالف الأنظمة ولا يقوم بدوره كمواطن صالح غيور مسؤول أيضًا ويعتبر خائن لدينه ومليكه ووطنه.
إن استمرار إنتشار فايروس كورونا  يعني أن هناك يدُتطعن في ظهر الوطن والمواطن، وسكوتنا عنهم جريمة في حق مملكة  الإنسانية التي لم تترك سبيلًا لسعادة المواطن والمُقيم إلا سلكته.
لقد صدق الشاعر حين قال :
متى يبلغ البنيان أشده
إذا كنت تبني وغيرك يهدمُ؟!
نقول لمثل هؤلاء :
كفاكم استهتار،
كفاكم لا مسؤولية ،
كفاكم لا مبالاة،
كفاكم نريد نهاية جميلة وسريعة لهذه الرواية المظلمة.
تساهل الكثير  رغم إن الوضع خطير،
كلنا مسؤول.