بقلم.... سلطان مديش بجوي

فما نقله شيء جميل يبعث على المحبة والوفاء وينشر الطمأنينة بين الأصدقاء ويشجع على مصاحبة الأخيار الذين يبيتون لربهم سجداً وقياما ، ويحث على التدقيق في اختيارهم فهم من يأخذ بحُجَزنا ليجنبونا مواقع الزلل ويعلون من شأننا عند ربنا سبحانه وتعالى وقد كان نقله التالي : ……

ماذا عن صديقٍ قائم يغفر الله لصديقه النائم كيف ذاك ؟ 

قالَ كعبُ الأحبار:* “رُبَّ قائِمٍ مَشكورٌ لَهُ، وَنائِمٍ مَغفورٌ لَهُ، 

وذلكَ أنَّ الرَّجُلَين يَتَحَابَّانِ فِي الله، فَقَامَ أحَدُهُما يُصَلِّي فَرَضِيَ اللهُ صَلاتَهُ وَدُعاءَه، فَلَم يَرُدَّ عليهِ من دُعائِهِ شيئًا، فَذَكَرَ أخاهُ في دُعائِه مِنَ الليل، فَقَال: 

يا ربُّ، أخِي فُلان اغفِر لَه؛ فَغَفَرَ اللهُ لَهُ وَهُوَ نائِم!.

تنام باكي يائس منقبض القلب، فتستيقظ منشرح الصدر قرير العين لا تدري ما السبب !

إنها دعوةٌ بظهر الغيب صعدت باسمك في قيامِ عبدٍ صالح 

(‏الحُبُّ في اللهِ احتواء) .

[حلية الأولياء (٣١/٦)]📚اهـ

إختر من تحب وتصاحب فليس كل صديق صادق ولا كل نديم منقذ فهناك من يتخلى مع أول موقف وهناك من يكثر العتب وهناك من يترك ويعود فهو نتقلب حسب مصالحه الضيقة ، ولكن هناك من يرقُبُ وإن بعُدت بينك وبينه المسافه لتجده عند أول طارئ .

لعل الكلام لا يوفي المنقول حقه ولكن أختصره بأن ما بُني على أساس قوي تركن اليه وتنام قرير العين تحت ظله .

اللهم أكرمنا بمن يدعولنا في ظهر الغيب وتقبل منهم واجعلنا ممن يدعو لأصحابه في ظهر الغيب فيستجاب له ..

قال الشاعر:

قد كنت دوماً حين يجمعنا الندى 

خلاً وفياً والجوانح شاكرة

واليوم أشعر فى قرارة خاطري

 أن الذي قد كان أصبح نادره

لا تحسبوا أن الصداقة لقية

 بين الأحبة أو ولائم عامرة 

إنَّ الصداقة أن تكون من الهوى 

كالقلب للرئتين ينبض هادره 

استلهم الإيمان من عتباتها 

ويظلني كرم الإله ونائره 

يا أيها الخل الوفيُّ تلطفا

 قد كانت الألفاظ عنك لقاصره.