بقلم... الشاعر.. علي طاهري

جاوِزي ضَبْحَ خيلِهم ياجِيادي

وتباهِي بنصرِ تلكَ الأيادي

بَوِّئي للمقامِ … صَلِّي خشوعًا

إنَّما البيتُ مأمنٌ للعبادِ

كَفُّ عبدِالعزيزِ مُدَّتْ لبيتِ

اللهِ لمَّا دَنَا الوَبَا مِن بِلادي

دَولَةٌ تَحفَظُ الأهالي بِجِدٍّ

وتُوَعِّي الجميعَ نَحوَ التَّفادي

يا بلادَ النبيِّ كلُّ وباءٍ

في ثراكِ الطهَّورِ وهمُ رمادِ

عُلِّقَتْ، أُغلِقَتْ، وشُلَّتْ حياةٌ

وأصابَ العقولَ طولُ السُّهادِ

شملَ العالمَ الكبيرَ، وأَردَى

نُخَبَ القومِ من ثمودٍ، وعادِ

أعلنوا في الشعوبِ أنَّا عَجزْنا

فارفعوا للسماءِ صوتَ المنادي 

وإذا الدولةُ العظيمُ سمَاها

محضنُ الحُبِّ، منبعُ الإسعادِ

تجعلُ الفردَ من بَنِيها أهمًّا 

ليس مثل الدولارِ في الإقتصادِ

تنثرُ الوعيَ في البلادِ عبيرًا

لنجاةِ الآباءِ والأولادِ

فيَدٌ للدواءِ ضِدَّ كرونا

ويَدٌ بالسلاحِ ضِدَّ الأعادي

والأطباءُ في سَماكِ غيومٌ

تسكبُ النورَ في طريقِ الرشادِ

هُم مقامُ العطاءِ جوداً وبذلاً

هُم لِسِفرِ الحياةِ خيرُ مِدادِ

بُوركتْ روحُهم.. وكلُّ التحايا

للذي قدمتْهُ تلكَ الأيادي

والأطباءُ ما الأطباءُ؟ قلبٌ 

مِن عبيرٍ .. ومهجةٌ من ودادِ

أشعلوا روحَهم شُموعًا فَنِمْنَا

والدُّنَى تشتكي جحيمَ السَّوادِ

فالعقاقيرُ في يديهِم سيوفٌ

راحماتٌ.. وذاكَ خيرُ جهادِ

قدموا النورَ للمريضِ ليَحيا

لم يبالوا بالموتِ في كلِّ وادي

في خطوطِ الأمامِ ضدَّ كرونا

وقفوا وقفةَ الصمودِ الريادي

رَسموا للحياةِ صورةَ فخرٍ

عن بلادي، وشعبِها ، والبَوادِي

فانصروهُم بِوَعيِكم، واستجيبوا

وانبذوا المارقين أهلَ العنادِ

واجلسوا في البيوتِ سمعًا وقولوا

قد أطعنا مليكَنا في البلادِ 

فغدًا يُكشفُ البلاءُ، ويُنسَى

وتَعودُ الحياةُ فينا تُنادي

وغدًا يُشكرُ الطبيبُ، وتُروَى

صفحاتُ التاريخِ للأحفادِ