بقلم.... علي أحمد معشي

قطارات الحياة ماضية لا تتوقف ، والأحداث تأتي معها مسافرة ، لتصطاد البسمة من شفاهنا في كل مرة ، ثم تعود لتلقي علينا ورود الفرح فنبتسم قليلًا ، قبل أن تهاجمنا الأحزان مجددًا ، والعابرون من أصدقائنا تتموج بهم المشاعر فهم معنا وليسوا معنا ، وهكذا نحن في دوامة مستمرة لا تتوقف ، تحكمها حركة الكون بذراته المتناثرة في الفضاء ، لكن قلوبنا متعبة من التغيير المتكرر ، والتقلب الدائم ذات اليمين وذات الشمال ، فما أن تنبت نبتة إلا حان قطافها وما أن تزهر ثمرة إلا سقطت على أم رأسها ، ولا قرار إلا في ديار الخلد وجنان النعيم ، هناك فقط تنزع غلالة القلوب ، وسخائم النفوس ، ليرانا رفاقنا بيضاء ناصعة قلوبنا ، على سرر متقابلين ، غير ضالين ولا مضللين ، وحينها سنستغني عن كل الأيمان المغلظة بأننا لا نقصد الإساءة ، ولا نهرول نحو الأذى والبذاءة ، هي فقط تلك الكلمة التي بادرت وانطلقت بعفويتها متكئة على حسن ظنها ، إلا أنها وقعت في فخ الظن المتربص بالعفوية ، الشاهر سيفه بالسجية ، ليوسع الهوة ويزيد الفجوة بين الرفاق ، والأحباب ، هذه حقيقة الدناءة والوضاعة في الدنيا ، ولن ينجو منها إلا متغافلًا همه آخرته لا دنياه ، غاضًا الطرف عن الحبيب والرفيق في قصده ونواياه ، متجاهلًا شهوات الحياة المخادعة ، وحظوظ النفس الواهية ، رافعًا كل الأمنيات لتحاذي السحاب ، ولا تنحني نحو الأرض ، ولا تعترف بالغوغاء ، وتحلق عاليًا في السماء .