بقلم... مشاري الوسمي

منذُ التكوين الأول للإنسان في رحم أمه ، تُرسم الآمال ، ترصف الطرقات لهذا المولود ، ليعلو بالمراتب ، يحقق أغلى الأمنيات ، بأن يصبح ذا شأنٍ في مجتمعه ، محققًا لطموحاته أولاً ثم أحلام من حوله .

لكن الواقع مختلف، فأغلب القوى العاملة من صفوف الموظفين”ذوو التأثير المحدود”في وجهة نظر رؤسائهم.
فالموظف الأول أو الرئيس يرى نفسه مدفعية العمل التى لا تُهزم ، والسد المنيع دون انهيار منصته التجارية ، ولكن هذا اعتقاد نرجسي لا أصل له ، فالذي يميزه فقط هو شهادة حصل عليها من جامعة ذات صيتٍ عالٍ ، أو ضربة حظ واجتهاد من نوع خاص .

هذه القاعدة لا تشمل الجميع ، لكنها في نظري قلب الحقيقة الصادم لكل من دخل دهاليز الوظائف في القطاع الخاص ، ونشأ في مطبخ الحوافز و الترقيات . العبرة ليست بكونه مسؤول وصل للقمة بانطلاقة مدفعية؛ جعلت منه قائدًا على من هم أفضل منه في العدة والعتاد ، الكفاءة والمهارات ، بل إنه همش من هم دونه ، تهكم على اقتراحاتهم ، قلل من شأن أفكارهم ، رغم أنهم الدرع الحصين ، الذي يذود عن الشركات ، و يمنع انهيارها و وقوعها في شَرَك الديون والمضاربات .

بعد كل هذه الصعوبات والمعاناة التي وضعت في طريق الموظف؛ تعترف كل الدول المتقدمة تجاريًا ، بأن مهاراتك تفوق شهاداتك ، من يعمل في بناء ذاته على مدار الساعة واليوم والسنة ، أفضل من الذي أكتفى بشهادة تُعلق خلف مكتبه ، فحتى في الأزمات المعاصرة والسابقة ، كان الموظفين و عمال التوصيل هم الجسر الذي عبرنا به إلى مرافئ الأمان ، بل إنهم أصبحوا البُنى التحتية للحياة و شريانها النابض .

واليوم نحن في زمن الحزم ، أصواتنا مسموعة ، كلماتنا سهامٌ مصوبة ضد كل من يجحف في حقوقنا ، ويعتقد أنه سلطة وجاه لايمكن المساس بها ، فليُعِد كل مسؤول حساباته ، يقلل من وعوده الكاذبة ، وتهكماته الزائفة ، فنحن له بالمرصاد .

دمتم هانئين وفي أعمالكم مكرمين .