بقلم /أمل سليمان

عندما تبذل المجهودات هي تستنزف أرواح وتاريخ من الجهد اليومي الذي يؤرق العاملين فيه, مجهود يأخذ قوتك وأيام العطاء في شبابك, مجهود مبني على الإخلاص والوفاء لصدق الهمة في عمل أوكل إليك, تعمل بجهد كبير لإثبات وجودك في المكان الذي ناضلت فيه, ومن أجله استمريت وتجاوزت أيام مرضك وإرهاق بدنك, تتحمل كل أعباء الآخرين من أجل أن تنمي نفسك يوما ما بالشكر, أو استحسان ما قمت به, تعيش على أمل أن هناك من يراك ولو من بعيد, ويرى روحك التي أرهقتها الأيام وما زالت صابرة حتى يتم تتويجها ولو بلفتة كريمة, ويكبر الأمل والانتظار والتمني حتى تصعقك تصرفات لا تفهم من القائم عليها, يؤخذ مجهودك أنت وغيرك بلمحة بصر وكأنك شيء لا يذكر من الحياة, لا قيمة لروحك التي عانت ويلات الانتظار في تحقيق الذات والانتصار ولو على جزء بسيط من الحياة, تنهار معنوياتك تماما ولم تعد تصدق أن لك مسار بدأته ويجب عليك إكماله, كسرة نفس غريبة تحدثك بأنك عالق بين واقع لا يفهم وحلم يحاول هاربا أن يذهب أدراج الرياح, هوة زمن عجيبة كأنه توقف فجأة, لا أحد يبرر لك ما يجري, أو يطمئنك أن هذا بعيد عنك وعن مجهودك, من حامي الحقوق ومن يستحق التكريم, تصبح بهكذا وضع شخص توقف تفكيره في كل شيء ويحاول أن يعيد ترتيب الأفكار من جديد كأنه لم تمر عليه الحياة بشيء, موقف مؤلم أن ترى مجهودك يضيع وأنت ترى, يسافر لغيرك وكأن جسدك الذي تصبب عرقا لم يعاني ويلات الحر وتعب البدن, كيف أفكر وبما أفعل تجاه هذا الوجع, تعبت من دوران الخواطر في رأسي, وحتى ابتعد من الوخز الموجع لرأسي مددت يدي للسماء ودعوت, يا الله أنت الباقي والمعافي والرازق والمقدر لكل بشر يعمل بصدق روحه وإخلاصه لك ولدينك الجميل, انصف كل روح تعبت وعرق مسام جسدها من أجل أن يعيش حياة كريمة لا يهان فيها أو يأخذ من حقه شيء, انصف أرواحا لا تسترجِ سوى كرمك وعطفك وحسن تكريمك, فالبشر بطبيعتهم خطاؤون ولا يستطيعون أن يمنعوا أنفسهم من نسيان قوانين دينك العظيم, انصف أرواحا تنتظر الرحمة والعزة من جهودهم, ولا يتمنون سوى حسن المعاملة والشكر, كما يتمنون رضاك يا كريم عنهم في شهرك الكريم يا ستار العيوب وحافظ أعمال الناس بما يستحقون.