بقلم..... مشاري الوسمي

يعتريني الفزع والخوف، من أن أكون سببًا في ألم أحدهم، أو حتى كسر خاطره لأتفه الأسباب وأعظمها، كأنني القاضي والجلاد لذاتي، أجرجر خيوط الندم وتصدعات النفس من يومٍ طويل ومشاحناتٍ أطول.

البعض يلومني ويجعلني عبرة لغيري، رغم ما أُقاسيه من وجع وألم، إلا أن هناك خيطٌ رفيع يلوح في سمائي بالرضا والسلوان، نحن لسنا ملائكة، ولسنا شياطين، نحن الخطَّاؤن التوابون، المترفعون عن الآثام والرذيلة حتى لو في ظاهرنا .

تلك المتضادات بداخلي عن القبول والعزيمة و رد الوفاء يقابلها الأنا العليا، التي لا تقبل خنوع النفس وانهزامها، لم أكن أنا حين الرفض و الحدة بالرأي، بل هي انفعالاتي و ثوران أعصابي، التي لم تعد تحتمل تقلبات البشر المزاجية، والأنانية المطلقة في كل حركة وكلمة، حتى في أنفاسهم ذات الرائحة المزعجة، فهم لا يعيرون الناس اهتمامًا، فما بالكم بأنفسهم .

في الماضي كانت متطلباتهم عبارة عن الدفاع من أجل الباطل، وإحقاق الظلم وكسر المظلوم في قضايا الدية والأراضي المسلوبة، واليوم تظهر على السطح الأكثر شهرة وأقل مجهود ، تتمحور حول إعادة تغريدة مكتوبة، أو فكرة تدس السم بالعسل لتنتشر بين الناس، وأكون أنا إحدى القنوات التي تغذي هذه الفكرة وذلك المعتقد، أعلم أن الأمر يبدو عاديًا لدى البعض، غير مهم للكثير ، لكننا سلسلة متصلة ببعضها شئنا أم أبينا .

كلنا امتداد للمعلومات والأخبار المتواترة قل شأنها أم كبر، ولكن إن توقفت عندي فهي لن تصلك، وإن وصلتك أقطع دابرها بأرضك، ومع مرور الزمان لن تبقى إلا الفائدة بين الناس، لن يصلهم إلا ماهو جدير بهم وبرفعة عقولهم واتساع مداركهم .

دمتم أمنين في أجسادكم وعقولكم .