بقلم... مشاري الوسمي

ترتجف يدي غضبًا مع كل حرف أكتبه، يعتصر قلبي ألمًا من هول ما أشعر به، أكاد أجزم أن الأرض من تحتي تئن وجعًا من دماءٍ سالت عليها، و وقفت عاجزة عن احتضان رفات فقيدتها، السماء تصب دمعًا لا يكف، ولا ينضب . 

الحكايات لم تنتهِ ، ولن يكتفي المستبيح بدماء ضحيته، بل سيرشقها بمئات وآلاف التهم، لتُغلق القضية بانتصاره، وننتظر أن يُفتح غيرها .

هذا ليس نسجٌ من الخيال، ولا حكايات درامية، نذرف عليها دمعتين، ثم نقفل التلفاز، ونعود لحياتنا كما كنا؛ لكنه الواقع، القاتل يعيش بيننا، وقد اختُلِقت له الأعذار، تجاوز عن فعله الملايين، وثبتت براءته قبل أن يُسأل . 

وتلك المتلحفة بتراب الأرض، تسيل دماؤها الساخنة في كل مكان، تبحث عن منجد أو منصف، نظراتها الحائرة تتنقل بين الوجوه ، علَّها ترى أخًا أو أبًا أو طفل أحشائها، ولكن الأجل سبقها، ففاضت الروح إلى بارئها، إلى ملك الملوك، رب الروح سينصفها يومًا، يقطع دابر كل من أساء واسترخص الغالي، وأبى أن ينتمي للبشر .

المرأة لم تكن أبدًا نصف المجمتع ؛ بل هي القاعدة التي تُبنى عليها الشعوب، و تتقدم بها الأمم، هي صانعة الأجيال، و ولادة القادة والفرسان، هي شمس كل بيت ومصدر دفئه، عاملة كانت أو سيدة متوجة بين جدران بيتها . 

أصحاب العقول المعتمة ظنّوا أن بأموالهم تُشترى النساء جوارٍ ، خانعات لا حول لهن ولا قوة، فضربهن رجولة، وسكوتهن مهابة واحترام .

رغم حزني وأسفي على كل مأساة حدثت وستحدث، إلا أنني على يقين بأن للفجر موعدٌ قريب، سيعود الحق لصاحبه، ستزهر ورود الصفيح التي زُرعت في قلوب ضحايا التخلف والرجعية، ستبقي سيدتي رمزًا لكل أم حانية، زوجة متفانية، و أخت معطاءة .

أنتنَ ربيع الحياة وإن اشتد شتاؤها، وخلاصنا حين تشتد نوائب الدهر، وشعاع النور حين يستحكم الظلام .

لن يتوقف الكلام، سنصدح حتى نصم الأذانِ ، ونشق عباب السماء، نضرب بيدٍ من حديد كل من تسول له نفسه المساس بالأرواح البريئة، والأنفس الطاهرة، فلنا جميعًا حق الحياة، حق الأمان، وحق الاختيار .

دمتنَ آمنات من كل من أرادَ بأرواحكن سوءًا ، وتمنى لوجودكن الزوال .